حياة المتنبي
ولد أبو الطيب في مدينة الكوفة ، ودرس في مدرسة تابعة للشيعة وعرفت بأنها من أحسن المدارس في هذا الوقت ، وانتقل بعدها إلى البادية العربية بسوريا وهي منطقة صحراء السماوة ، وقضى مع أبيه هناك عامين ، لم يكونا مجرد عامين ، ولكن لهذان العامان أثر واضح على بلاغته وفصاحته التي تميزت بها أشعره فيما بعد .
رجع أبو الطيب المتنبي للعراق ، ولكنه لم يلبث أن غادرها سريعاً حيث لم تكن آمنة بالنسبة له في هذا الوقت ، حيث أظهر تعاطفه مع القرامطة الذين كانوا يغيرون ويعتدون على بغداد في هذه الحقبة ، فعانت الباد من عدم الاستقرار .
بدأ المتنبي حياته العملية بامتهان الشعر كوظيفة لكسب المال من خلال مدح الشخصيات الهامة والثرية في بادية الشام ، وبغداد ، ولعل أهم ما تميزت به أشعاره في هذه الفترة أنها أخذت طابع موسيقي ، وكثر استخدامه للمتضادات ، وركز على التعبيرات الموجزة .