أسباب ضعف عملة الصين
ضعف الصادرات
وفقاً لبيانات التجارة التي تم إصدارها في نهاية الأسبوع الماضي أظهرت صادرات الصين انخفاضاً حاداً نسبة 8.3% مقارنة مع العام الماضي. بشكل عام شاهدنا تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني الملحوظ. عام 2014 ارتفع الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 7.4% وهو أدنى مستوى خلال بضعة عقود .
وفقا للأرقام الرسمية من المتوقع أن يبلغ الارتفاع نسبة 7% فقط . على الرغم من أن أثار حجم الركود اضطراباً لدى المستثمرين لم يكن ذلك شيئاً غريباً . انخفضت عملات الدول المصدرة المنافسة مثل الين الياباني والوون الكوري مقابل الدولار وأما اليوان فلا يزال مستقراً نسبياً . علاوة على ذلك حلت العملة الصينية بالمركز الثاني في الديناميكية مقابل الدولار بين عملات الأسواق الناشئة (أظهر دولار هونج كونج أفضل ديناميكية) . الضعف النسبي لعملات الدول المنافسة أتاح لها فرصة .
ضغط السوق
قبل تخفيض قيمة العملة الصينية كانت الفجوة بين سعر صرف الرسمي وسعر صرف التداولات في الخارج أكبر خلال ستة الأشهر الماضية . اليوان في الخارج يتعرض للقيود التجارية أقل ولذلك السبب هو أقل حساس لقوى السوق . السماح لتخفيض اليوان وتحديد سعر الفائدة القياسي لليوم التالي من قبل البنك المركزي الصيني أدى إلى تحويل دينامكيات تداول اليوان الرسمي ليكون أقرب إلى السعر الرسمي في الخارج . قيل في البيان خاص بالتخفيض أن أحد أسباب السماح للسوق أن تحدد أسعار الفوائد هو رغبة تشكيل سعر صرف الثابت بين الرسمي التقليدي والخارجي .
انخفاض احتياطات النقد الأجنبي في الصين
كانت الاحتياطات النقدية الصينية وهي الأكبر في العالم تنخفض باستمرار خلال العام الماضي. في يوليو قدمت الحكومة تقريراً شهرياً خاصاً باحتياطات النقد الأجنبي وهو الأول في تاريخ البلاد. أظهر هذا التقرير انخفاض الاحتياطات بقيمة 43 مليار دولار لتبلغ 3.65 تريليون دولار . هناك عاملان وهما اضطراد الصين إلى صرف احتياطاتها لدعم اليوان بسبب ارتفاع سعر الدولار . بعد إضعاف الرقابة على حركة الأموال زاد تدفق رؤوس الأموال من البلاد. بالإضافة إلى ذلك استخدم بنك الصين الشعبي احتياطات نقدية لدعم سوق الأوراق المالية المضطربة .
انخفاض عملة الصين ثلاث مرات متتالية خلال 72 ساعة في عام 2015
القرارات الثلاثة المتتالية الصادرة عن السلطات الصينية بمثابة تخفيض لسعر اليوان، نفى البنك المركزي ذلك مؤكدا أنه يسعى فقط إلى تقريب سعر العملة من واقع السوق. وأثار تذبذب العملة التي لطالما تمتعت بالاستقرار مخاوف كثيرة، حيث توقع بعض المحللين استمرار تراجع قيمة اليوان في الأشهر المقبلة، ما سينعكس سلبا على حركة التجارة العالمية.
وتوضّح جوديث تايسن، مختصة في الأسواق المالية وزميلة في معهد الدراسات الدولية البريطاني (أو. دي. آي)، لـ«الشرق الأوسط» أن السبب الرئيسي وراء قرار خفض قيمة اليوان إلى أدنى مستوياته منذ عقدين هو إنعاش الاقتصاد الصيني، وخاصة الصادرات التي تباطأت إلى حد كبير في الشهور الماضية. وتقول تايسن إن: «المركزي الصيني حاول إعطاء العملة الوطنية بعض المرونة في السوق المالية بهدف دعم الصادرات، والامتثال إلى شروط صندوق النقد الدولي ليدخل اليوان في سلة العملات المرجعية التي يحددها الصندوق.