تأثير النظام الغذائي على الصدفية
الصدفية هي مرض التهابي مزمن يصيب حوالي 6.7 مليون بالغ في الولايات المتحدة ، وفقا للتقديرات الأخيرة ، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص المصابين بالصدفية هم أكثر عرضة للسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي ، واقترح البعض أن الالتهاب قد يكون السبب وراء هذا الارتباط .
النظام الغذائي يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في الظروف الالتهابية ، وقد أظهرت الأبحاث أن المركبات المضادة للالتهابات بما في ذلك الدهون المشبعة يمكن أن تتفاقم حالات مثل مرض التهاب الأمعاء والتهاب المفاصل الروماتويدي .
لذلك فقد بدأ الباحثون بقيادة الدكتور سيلين فان في مستشفى هابيتال موندور الموجودة في فرنسا بالتحقيق فيما إذا كان النظام الغذائي المضاد للالتهابات سيخلف آثاراً مقلقة على أعراض الصدفية ، وتعد حمية البحر الأبيض المتوسط مضادة للالتهاب لأنها ارتبطت بانخفاض معدل الإصابة بمرض الالتهاب المزمن .
قد يكون محتواها العالي من الدهون الأحادية غير المشبعة (التي توجد في زيت الزيتون والزيوت النباتية الأخرى) ، والمستويات العالية من مضادات الأكسدة والبوليفينول (الموجودة في الفواكه والخضروات) ، ومحتوى عالي من الألياف (من الخضار أو الحبوب الكاملة) مسؤولاً عن خصائص النظام الغذائي المضاد للالتهابات .
كذلك فإن اتباع نظام غذائي البحر الأبيض المتوسط يحد من استهلاك الألبان واللحوم ، فضلا عن تقييد استخدام الكحول إلى مستوى معتدل ، وقد درس الدكتور فان وزملاؤها الارتباط بين الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط وشدة أعراض الصدفية ، ونشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة JAMA Dermatology .
حمية البحر الأبيض المتوسط قد تقلل أعراض الصدفية
حلل الباحثون إجابات 35735 شخصًا شاركوا في استبيان على شبكة الإنترنت يسمى NutriNet-Santé ، من هؤلاء الناس ، كان 3557 يعانون من الصدفية ، وتم تقييم الأعراض الذاتية بأنها شديدة من قبل 878 منهم ، وتم تقييم الممارسات الغذائية للمستجيبين .
وجد الباحثون أن شدة الصدفية ترتبط عكسيا مع الالتزام بـ حمية البحر الأبيض المتوسط ، وبعبارة أخرى فقد أظهر المرضى الذين يعانون من الصدفية الشديدة مستويات منخفضة من الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط .
نقاط القوة والضعف في الدراسة
لاحظ الدكتور فان وزملاؤه بعض نقاط القوة والضعف في الدراسة ، أولاً ، كانت عينة الدراسة المستخدمة في استبيان NutriNet-Santé واسعة النطاق ، مما يعزز النتائج ، وتم تقييم المدخول الغذائي بدقة عالية باستخدام ثلاثة استطلاعات غذائية كحد أدنى .
ومع ذلك ، كان المشاركون جميعهم متطوعين ، مما يجعل النتائج أقل عمومية على نطاق أوسع من السكان ، ويفترض أن الأشخاص الذين يتطوعون للبحث الطبي أكثر قلقا بشأن صحتهم من عامة السكان .
واخيرًا يجدر القول بأنه هناك حاجة لمزيد من الدراسات الرصدية والتجارب السريرية العشوائية لتأكيد هذه النتائج ، وهناك حاجة إلى البيانات التجريبية لإقامة الروابط بين الصدفية والنظام الغذائي ، وقد وخلص الباحثون إلى أنه إذا تأكدت هذه النتائج ، فإن النظام الغذائي الأمثل ينبغي أن يكون جزءًا من الإدارة متعددة التخصصات للصدفية المعتدلة إلى الحادة ، بهدف زيادة الفعالية العلاجية .