النفي في القرآن الكريم
يوجد عدد كبير من الأمثلة على النفي في القرآن الكريم لكن سنتحدث عن بعض المواضع في بعض السور فقط ومنها.
قوله تبارك وتعالى في سورة الحجرات، ” قالت الأعراب آمنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم”.
في تلك الآية نجد ان هناك دلالتين على النفي، هي كلمة لم وكلمة لما، وكلتاهما لها نفس المعنى وأيضا نفس الوظيفة، وغالبا ما تزول بزوال النفي، فعد سؤال شخص مثلا هل جاء محمد، ويرد عليه لما يأت محمد، فذلك جواب بالنفي على انه قد حضر.
المثال الثاني هنا من سورة النمل في قوله تبارك وتعالى،” لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين “.
وقوله تعالى في سورة الاحقاف،” والذي قال لوالديه أفٍ لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين “
لو اننا نظرنا وتأملنا في نهاية الآيتين لوجدنا بان الآية الأولى قد ختمت بقول الله تبارك وتعالى، ما هذا الا اساطير الاولية، ام في الآية الثانية فقد ختمت بقول الله تبارك وتعالى، ان هذا الا اساطير الاولين، ولكن ما الفرق بين موضعي النفي هنا.
فقد ذهب اهل اللغة هنا الى ان (ان) هي واحدة من اقوى أدوات النفي على الاطلاق، خاصة وإذا كانت مقترنه باداه(الا)، وقد قالوا أيضا بان أداة النفي(ما)، اقل منها في قو النفي، ولو اننا قمنا بتتبع المواضع التي جاءت في القرآن الكريم لوجدنا قول الله تبارك وتعالى، (إن هذا إلا أساطير الأولين)، ونجد ان كل المواضع التي تذكر فيها الكفار وانكارهم لآيات الله تبارك وتعالى ومعجزاته، والكفر أيضا بالبعث وبالنشور، او حتى الكفر بما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
اما عن قول الله تبارك وتعالى، (ما هذا الا اساطير الاولين)، فأنها لم ترد الا في موضع واحد فقط، وهي في قصة الولد الذي قد أنكر البعث والنشور.