قصة سالم والبيض المكسور
سالم هو ولد صغير جميل مهذب، وكان سالم يعيش مع أمه وأبوه في منزل صغير الحجم، سالم ولد يحب أمه وأبوه كثيرا، ويسمع كلامهما وينفذه كاملًا، وكانت أم سالم تصنع لسالم وبشكل دائم الحلوى اللذيذة والشهية، وكان سالم يحب الحلوى التي تصنعها أمه للغاية، وكان يتمنى أن تصنع أمه الحلوى من فترة لاخري.
وفي يوم من الأيام طلب سالم من أمه أن تصنع له حلوى شهية ولذيذة، فأعطت أم سالم لسالم مالًا لكي يشتري البيض اللازم لصنع الحلوى وتحضيرها، ولما كان سالم يسير متجهها لمحل بيع البقالة قابل سالم صديقه الذي كان اسمه طارق.
فسأل سالم طارق وقال إلى أين يا طارق؟، فرد طارق وقال أنا ذاهب للبقالة، فقال له سالم يا لها من مصادفة أنا أيضا ذاهب للبقالة يا طارق، فسارا معا وتحدثا وضحكا كثيرًا حتى وصلا للبقالة، فاشترى سالم البيض واشترى طارق ما كان يريد شراءه من البقالة.
وبينما كان سالم وطارق يسيرا في طريق العودة، وقع سالم فجأة في حفرة ليست بكبيرة لكنها كانت موجودة في الطريق، فسقط منه كل البيض وتهشم، بل واتسخت ملابسه بالتراب والبيض الذي تكسر.
خاف سالم من رد فعل أمه وغضبها مما حدث للبيض الذي كانت ستستخدمه لصنع الحلوى التي طلبها منها سالم، وقال سالم لطارق وهو ينظف ملابسه، ماذا سأقول لأمي الان يا طارق، فقال طارق يا سالم أكذب على أمك وقول لأمك أن المال ضاع منك وبهذا لن تعاقبك أمك.
فكر سالم كثيرًا في كلام طارق وسار لمنزله، وفي طريق العودة لمنزله قرر سالم ألا يكذب على أمه الحبيبة أبدا، فما حدث خارج عن أرادته كليا ودون قصد منه، فهو لم يتعمد تهشيم البيض بهذا الشكل.
وقرر سالم أن يحكي لأمه ما حدث له بصدق وأمانة ودون كذب أو تحريف في الأحداث، وطرق سالم باب منزله ففتحت له الأم الباب، وبمجرد أن رأت الأم حال ابنها سالم ملابسه المتسخة بالبيض والتراب.
سألت أم سالم سالم وقالت له ماذا حدث يا سالم؟، فقال سالم لأمه وهو يبكي كثيرا وبحرقة، لقد سقطت في حفرة صغيرة يا أمي، فوقع من يدي كل البيض وتهشم كل البيض الذي اشتريته لكي يا أمي.
فقالت الأم بكل حنان وعطف الحمد لله على عودتك سالما يا سالم يا ولدي، والحمد لله أيضا لأنك قلت الحقيقة، ولم تكذب علي وتروي لي رواية أخرى عما حدث لك يا سالم، ثم قالت الأم لسالم لا تحزن يا بني لما حدث لك واذهب واغتسل جيدا من التراب وبقايا البيض المكسور وغير ملابسك المتسخة هذه، وبعد أن تستريح قليلًا يا ولدي سأعطيك نقودا أخرى لكي تشتري لي البيض المطلوب واللازم لصنع الحلوى المفضلة لك، ومن هنا وجد علينا تحصين الاطفال وعدم توبخهم على شيء ليس من صنع أيديهم