الأراء النقدية لابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء
تحدث ابن قتيبة عن العملية الإبداعية برمتها كأسلوب فني ينتهجه، وعلى اعتبار أن هذا الأسلوب “اختيار واع يسلطه المؤلف على ما توفره اللغة من سعة وطاقات”، من شأنها أن تجعل منزلة النص الفنية في مستوى عال، ومرتبة متقدمة، لذلك نجد ابن قتيبة يصر في كتابه على إحداث مبدأ التناسب والاعتدال، من خلال حسن التقسيم، والموازنة المقبولة، وفي المقابل حذره من ارتكاب الخطأ، والإكثار من الضرورات، والإيغال في استعمال الوحشي والنادر والغريب من الألفاظ، وحذره من الألفاظ النابية، أو أن يلج الشاعر في موضوعات قد تصطدم مع العرف والعادة، بكل هذا الحرص على إخراج النص بصورة جميلة متقنة، يدور حديث الرجل في كتابه حول الاهتمام بكيمياء النص وجزئياته من الناحية الفنية والموضوعية، شاملاً حديثه عن الإطار على حد سواء.
مقاييس نقد الشعر عن ابن قتيبة المقياس الخلقي
يرى ابن قتيبة أن المعانى الخلقية هي الأجدر بالخلود وأن الأدب ليس فنّا للتسلية والترويح عن النفوس بقدر ما هو تهذيب لها وإصلاح للطباع، من هنا نجده يعول على الصدق فيه بمعنى موافقة المعنى للواقع؛ فمن اعتمد على التخييل والمبالغة والتجوز والاتساع في تصوير الأشياء حتى تخالف الواقع كثيراً أو قليلاً عَدَّ قوله كذباً وإفراطاً.
المقياس الفني
جاءت النظرة الفنية الجمالية عند ابن قتيبة كأحد المقاييس التي تجسد منهجه النقدي وذلك من خلال عرضه لتلك المجالات التي تتصل بها ملكة التصوير الفني في العمل الأدبي فيبدو ملتزماً الصدق الفني في العمل الأدبي بصفة عامة ومتأثراً بما يرويه عن سيدنا عمر بن الخطاب أنه كان يفضل شعر زهير لالتزامه بالصدق.
المقياس اللغوي
ويعني به ابن قتيبة صحة الألفاظ من الناحية اللغوية بشكل عام سواء فى ذلك صحتها المعجمية أو الإعرابية أو الصرفية، وكذلك صحة قالبها الموسيقي الذى توضع فيه ليشمل ذلك الجانب العروضي.