افضل شعر الشاعر السوداني ادريس جمّاع
ديوان لحظات باقية
– إن حظى كدقيق فوق شوك نثروه
– ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
– صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه
– إن من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه
أنت السماء
– أعلى الجمال تغار منا ماذا عليك إذا نظرنا
– هي نظرة تنسى الوقار وتسعد الروح المعنى
– دنياي أنت وفرحتي ومنى الفؤاد اذا تمنّى
– أنت السماء بدت لـنا واستعصمت بالبعد عنا
– هلا رحـمت مـتيمـا عصفت به الأشواق وهنا
– وهفت به الذكرى فطاف مع الدجى مغنى فمغنى
– هـزته مـنك مـحاسن غنى بها لـمـا تـغنى
– يا شعلة طافت خواطرنا حواليها وطــفنــا
– أنـسـت فيكَ قداسة ولــمست إشراقاً وفناً
– ونظـرت فـى عينيك آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
– كلم عهـوداً فى الصـبا وأسأل عهـوداً كيف كـنا
– كـم باللقا سمـحت لنا كـم بالطهارة ظللـتنا
– ذهـب الصـبا بعهوده ليت الطـفولة عـاودتنا
رحلة النيل
– النيل من نشوة الصهباء سلسله وساكنو النيل سمار وندمان
– وخفقة الموج أشجان تجاوبها من القلوب التفاتات وأشجان
– كل الحياة ربيع مشرق نضر في جانبيه وكل العمر ريعان
– تمشي الأصائل في واديه حالمة يحفها موكب بالعطر ريان
– وللخمائل شدو في جوانبه له صدي في رحاب النفس رنان
– إذا العنادل حيا النيل صادحها والليل ساج فصمت الليل آذان
– حتى إذا ابتسم الفجر النضير لها وباكرته أهازيج وألحان
– تحدر النور من آفاقه طرباً واستقبلته الروابي وهو نشوان
– تدافع النيل من علياء ربوته يحدو ركاب الليالي وهو عجلان
– ما مل طول السري يوما وقد دفنت علي المدارج أزمان وأزمان
– ينساب من روضة عذراء ضاحكة في كل مغني بها للسحر إيوان
حيث الطبيعة في شرخ الصبا ولها من المفاتن أتراب وأقران
– وشاحها الشفق الزاهي وملعبها سهل نضير وآكام وقيعان
– ورب واد كساه النور ليس له غير الأوابد سمار وجيران
– ورب سهل من الماء استقر به من وافد الطير أسراب ووجدان
– تري الكواكب في زرقاء صفحته ليلا إذا انطبقت للزهر اجفان
– وفي حمي جبل الرجاف مختلب للناظرين وللأهوال ميدان
– اذا صحا الجبل المرهوب ريع له قلب الثري وبدت للذعر ألوان
– فالوحش ما بين مذهول يصفده يأس وآخر يعدو وهو حيران
– ماذا دها جبل الرجاف فاصطرعت في جوفه حرق وارتج صوان
– هل ثار حين رأي قيداً يكبله علي الثري فتمشت فيه نيران
– والنيل مندفع كاللحن أرسله من المزامير إحساس وجدان
– حتى إذا أبصر الخرطوم مونقة وخالجته اهتزازات وأشجان
– وردد الموج في الشطين اغنية فيها اصطفاق وآهات وحرمان
– وعربد الازرق الدفاق وامتزجا روحاً كما مزج الصهباء نشوان
وحشة الليل
– ماله ايقظ الشجون فقاســــت وحشة الليل واستثار الخيالا
– ماله فى مواكب الليل يمشى ويناجى اشباحه والظـــــلالا
– هين تســتخفه بسمة الطفل قــــوي يصـــــارع الاجــــــيالا
– حاسر الرأس عند كل جـمال مستشف من كل شيء جمالا
– ماجن حطم القيود وصـــوفى قضى العمر نشــــــوة وابتهالا
– خلقت طينة الأسى وغشتها نار وجد فأصبحت صـــلصـــالا
– ثم صاح القضاء كونى فكــانت طينة البؤس شاعراً مثــــــالا
– يتغنى مع الريــــــــاح إذا غنت فيشجى خمـــيله والتـــــلالا
– صاغ من كل ربوة منبراً يسكب فى سمعه الشجون الطـوالا
– هو طفل شاد الرمال قصــــورا هى آمـــاله ودك الـرمــــــالا
– كالعود ينفح العطـــــــر للناس ويفنـــــى تحــرقاً واشــــتعالا
بعض الأبيات من قصائد إدريس جماعربيع الحب
– في ربيع الحـب كنـا نتساقـى ونغنـى
– نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصـن
– إننا طيفان في حلم سماوي سرينا
– واعتصرنا نشوة العمر فما ارتوينا
– إنه الحب لا تسأل ولا تعتب علينا
– كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا
– ثــم ضـــاع الأمـــس مـنــا
– وانـطــوى بالـقـلـب حــســرة
صوت من وراء القضبان
– وفي لجج الأثير يذوب صدري كساكب قطرة في لجج بحر
– دجى ليلي وأيامي فصول تؤلف نظمها مأساة عمري
أمة المجد
– أمة للمجد والمجد لها وثبت تنشد مستقبلها
رو نفسي من حديث خالد كلما غنت به أثملها
من هوى السودان من آماله من كفاح ناره أشعلها