أعراض الربو عند الاطفال
يتميز مرض القصبات الهوائية بنوبات تنفس حادة مع فترات راحة بينها. تكون النوبات الربو أكثر صعوبة في الليل وتتميز بسعال، تنفس سريع، صعوبة في استنشاق الهواء (زفير) وفي الحالات الصعبة – الاصابة بالزراق (Cyanosis) بسبب نقص الأكسجين.
أسباب وعوامل خطر الربو عند الاطفال
تكون نوبات الربو شائعة عند وجود أمراض فيروسية في جهاز التنفس وفي فصول معينة، خصوصا الخريف، وفي الربيع بالنسبة لقسم من المرضى.
هناك أيضا عدة محفزات لنوبات الربو تؤدي لنوبات فورية مثل الجهد الجسدي، الهواء البارد أو التعرض لعوامل حساسية مثل الدخول لبيت فيه قطة أو عامل آخر يكون المريض يشكو من حساسية له. تبرز في أساس المرض ظاهرتين، الأولى هي فرط تفاعلية القصبات والثانية هي حساسية لعوامل مسببة لنوبة الربو. هذه المواد هي مستأرجات (Allergen – وهي مواد تسبب حساسية) ومميزة لكل شخص.
تعتبر المقتضمة المنتسة (Dermatophagoides pteronyssinus) المستأرج الأكثر إنتشارا، علما أن هناك عوامل حساسية شائعة أخرى هي جراثيم العفن، حيوانات بيتية كالقطط والكلاب، غبار طلع الأشجار، عشب وشجيرات. وهناك، أيضا، عوامل لا تؤدي الى حساسية مثل الفيروسات، عوامل تشغيلية، أدوية (مثل الأسبيرين)، بالاضافة الى نوبات ربو ما زال سببها غير معروف.
تشخيص الربو عند الاطفال
يتم التشخيص على أساس إنسداد في مجرى الهواء الخارج من الرئتين. ويتم تحديد هذه الإعاقة بواسطة فحص بسيط لأداء الرئتين – Spirometry (قياس التنفس). ولكن وجود عقبة في الزفير، لا تكفي لتشخيص الربوعند الاطفال، ويجب إظهار تحسن بعد تناول مواد موسعة للقصبات. لأن المرض غير دائم حيث أنه يظهر ويختفي بالتناوب، تكون هناك حاجة أحيانا لتحفيز تضيّق القصبات بواسطة فحص جهد أو بواسطة مواد تؤثر على مرضى الربو عند الاطفال دون غيرهم، وعلى أداء الرئتين بعد التحفيز. يحتاج فحص أداء الرئتين لتعاون وقدرة تقنية، لذلك يمكن، عمليا، إجراء هذا الفحص لمن تجاوزا جيل الـ 6-8.
علاج الربو عند الاطفال
الادراك بأن الربو هو مرض التهابي وأن العوامل المحفزة للالتهاب، المؤرجات، موجودة طيلة الوقت، ادى إلى احراز تقدم في مجال العلاج. فقد أتاح تطوير العلاجات المضادة للالتهاب من عائلة الستيرويدات، التي يتم استنشاقها، إلى معالجة للربو. في الثمانينيات من القرن العشرين بدأ العلاج بواسطة السترويدات المستنشقة، بامتصاص نظامي منخفض. وقد قلص هذا النوع من العلاج من الأعراض الجانبية المرافقة لتعاطي الستيرويدات بطريقة فمويّة وإمتصاصها في جهاز الهضم. وابتداء من مطلع التسعينيات تمت بلورة توجيهات دولية حول طرق علاج مرضى الربو.
يتم تصنيف علاج الربو عند الاطفال الرئيسي، حاليا، إلى علاج مخفف (مسكّن – Reliever)، بواسطة توسيع القصبات، مما يؤدي إلى تخفيف الحالة بشكل فوري، بين ثوان ودقائق معدودة، ولمدة زمنية تتراوح بين 4-12 ساعة. أما التصنيف الثاني لعلاج مرض الربو عند الاطفال وهو الأكثر اهمية، فهو علاج مانع بشكل دائم (ضابط – Controller) على أساس ستيرويدي يتم تقديمه للمريض من خلال الإستنشاق بصورة ثابتة ولكن جرعات متغيرة. وقد أدت طريقة العلاج هذه الى تقليل خطورة الامراض ونسبة الوفيات في عدة دول.
تم مؤخرا إضافة أدوية من أنواع أخرى، بما في ذلك أضداد ليكوترينات (Leukotrien – وهو أحد المواد المسببة لتضيّق القصبات)، وكذلك مضادات للمضاد (antibody) الوسيط في ردة الفعل التحسسي IgE. كما تشمل العلاجات الإضافية حقن تحصين لتثبيط رد الفعل التحسسي والعلاج المانع ضد المؤرجات (حساسية) الموجودة في البيئة، مثل: علاجات ضد المقتضمة المنتسة، أو إخراج الحيوانات من بيت مرضى الربو الذين يشكون حساسية لها. لقد كانت علاجات التحصين مسألة متعارف عليها في الفترة التي سبقت تطوير الستيرويدات المستنشقة، ولكن يتم إقتراحها اليوم في حالات نادرة فقط.