أسباب عدم انتظام ضربات القلب؟؟
يتم تنظيم معدل ضربات القلب من خلال نظام كهربائي معقد ومحكم الإتقان، بحيث يضمن انقباض حجرات القلب المختلفة بطريقة متناسقة، بشكلٍ كامل، فعلى سبيل المثال، إنّ حدوث اختلاف بسيط جداً لا يتجاوز مقداره عشر الثانية عند انتقال الإشارة الكهربائية للقلب من الأذين إلى البطين يؤثر في كفاءة ضربات القلب بشكلٍ كبير، ونتيجة لهذا النظام المعقد والدقيق لكهرباء القلب، فإنّ أي عطل أو خلل في النظام الكهربائي للقلب يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب، وفيما يأتي تفصيل للأسباب المختلفة لعدم انتظام ضربات القلب:
اختلال توازن الجهاز العصبي المستقل:
يتحكم الجهاز العصبي المستقل (بالإنجليزية: Autonomic nervous system) في الوظائف الجسدية التي لا نفكر بها، مثل: التنفس، والتعرّق، ومعدل ضربات القلب، وفي الحقيقة قد ينشأ تسرع القلب عن فرط تنبيه الجهاز العصبي الودي (بالإنجليزية: Sympathetic tone)، إذ يؤدي التوتر الشديد أو الخوف المفاجئ إلى زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، مما يتسبب في تسرع القلب، بينما يمكن أن ينشأ بطء القلب عن فرط تنبيه العصب المبهم (بالإنجليزية: Vagal overstimulation)، ومن العوامل التي تحفز العصب المبهم القيء، والإمساك الشديد، وانسداد مجرى البول.
أمراض القلب:
يمكن أن تؤثر الأنواع المختلفة لأمراض القلب في النظام الكهربائي للقلب مسببة عدم انتظام ضربات القلب، إذ تُعدّ أمراض القلب الوظيفية أكثر أسباب الإصابة باضطراب خطير في ضربات القلب شيوعاً،
ومن الأمثلة على هذه الأمراض:
أمراض الشرايين التاجية، واعتلال عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy)، وأمراض صمامات القلب، ويجدر القول إنّ خطر الموت المفاجئ يكون مرتفعاً لدى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو فشل القلب نتيجة عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن هاتين المشكلتين.
استخدام بعض الأدوية:
يمكن أن تسبب بعض الأدوية عدم انتظام ضربات القلب، وخاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو مشاكل وراثية تزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، ومن الأمثلة على هذه الأدوية الديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin)، والكينيدين (بالإنجليزية: Quinidine)، وديسوبيرامايد (بالإنجليزية:
Disopyramide)، وبروكاييناميد (بالإنجليزية: Procainamide)، وسوتالول (بالإنجليزية: Sotalol)، ودوفيتيليد (بالإنجليزية: Dofetilide)، والكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine)، والكحول، وبعض المضادات الحيوية، مثل:
الإريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin)، والأزيثرومايسين (بالإنجليزية: Azithromycin)، والكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin)، والسيبروفلوكساسين (بالإنجليزية: Ciprofloxacin)، وبعض مضادات الهستامين، مثل:
التيرفينادين (بالإنجليزية: Terfenadine)، وبعض الأدوية النفسية، مثل: الهالوبيريدول (بالإنجليزية: Haloperidol). الاضطرابات الوراثية: يمكن أن تسبب العديد من الطفرات الجينية حالات عدم انتظام ضربات القلب المعروفة بأنّها وراثية، ومن الأمثلة على حالات عدم انتظام القلب الوراثية: متلازمة كيو تي الطويلة (بالإنجليزية: Long QT syndrome)، ومتلازمة بروجادا (بالإنجليزية: Brugada syndrome)، ومتلازمة العقدة الجيبية المريضة (بالإنجليزية: Sick sinus syndrome). الشيخوخة: يمكن أن يسبب التقدم في العمر والشيخوخة تليف عضلة القلب، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
الاضطرابات الأيضية أو اضطرابات الكهارل:
يمكن أن تسبب اضطرابات الكهارل، أو حموضة الدم عدم انتظام ضربات القلب، وخاصةً لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى، أو السكري، أو يتناولون أدوية معينة، مثل:
مدرات البول، أو يعانون من الجفاف أو يعانون من مرض حاد، ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات نقص بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypokalemia)، وفرط بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hyperkalemia)، ونقص مغنيسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypomagnesemia)، ونقص كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypocalcemia)، وحموضة الدم (بالإنجليزية: Acidosis)، وزيادة قلوية الدم (بالإنجليزية: Alkalosis).
التخدير:
تُعدّ حالات الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب شائعة لدى الأشخاص الذين يخضعون للتخدير العام، وذلك للعديد من الأسباب، منها: تأثير المادة المخدرة نفسها، واضطرابات الكهارل والاضطرابات الأيضية التي قد تحدث أثناء التخدير، والتقلبات في ضغط الدم التي قد تحدث أثناء التخدير، وتلف القلب والأوعية الدموية أثناء الجراحة، وخاصةً جراحة القلب.
الصدمة القلبية:
يمكن أن تؤدي الصدمة القلبية الناجمة عن إصابات الصدر، أو جراحة القلب إلى الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب بأنواعه المختلفة. عوامل تزيد خطر عدم انتظام ضربات القلب قد تزيد بعض العوامل فرصة الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، ومن هذه العوامل ما يأتي:
ضغط الدم المرتفع:
يمكن أن يسبب ضغط الدم المرتفع زيادة سمك جدران البطين الأيسر، مما قد يؤدي إلى تغيير كيفية انتقال الإشارات الكهربائية عبر القلب، كما يزيد ضغط الدم المرتفع من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
مشاكل الغدة الدرقية:
إنّ المعاناة من مشاكل في نشاط الغدة الدرقية، سواءً كان ذلك زيادة في نشاطها أو خمولها يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب.
مرض السكري:
يمكن أن يؤدي مرض السكري غير المسيطر عليه إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم بشكلٍ كبير.
انقطاع النفس الانسدادي النومي:
(بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea)، يمكن أن يزيد هذا الاضطراب من خطر بطء القلب، والرجفان الأذيني، وأنواع أخرى من عدم انتظام ضربات القلب.
استخدام الكافيين أو النيكوتين:
يسبب الكافيين والنيكوتين تسارع ضربات القلب.