جزيرة صاي في السودان:
تعتبر دولة السودان ثاني أكبر الدول التي يمرّ بها النيل، إذا يلتقي على أراضيه فرعي النيل العظيم وهما نهر النيل الأبيض والنيل الأزرق؛ ممّا جعل أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الوطن العربي، بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من الجزر السودانية التي تقع في مياه النيل العظيم، وأهمّها جزيرة صاي التي تعتبر ثاني أكبر جزيرة سودانيّة بعد جزيرة مقرات، وتتميّز هذه الجزر بالتربة الخصبة التي تناسب جميع النباتات لتنمو فيها.
جزيرة صاي:
تقع جزيرة صاي في الشمال السوداني في وسط منطقة السكوت التي تتوسط مدينتي دنقلا ووادي حلفا، إذ تبعد مسافة 105كم من جنوب وادي حلفا، ومسافة 9كم من شمال شرق مدينة عبري ومدينة تبج وجزيرة سكّار، ومن الغرب تحدّها جزيرة قلبون والكثير من الأراضي الزراعية، ومن الجهة الشرقيّة مشروع ألبلى، وجزيرة نلوتي من الجهة الجنوبيّة
تبلغ مساحة جزيرة صاي حوالي 50كم2، ومن أهمّ القرى الرئيسيّة فيها هي قرية عدو التي تقع في الناحية الشرقية للجزيرة، وقرية موركا في الناحية الغربيّة، وفي الجهة الشماليّة تقع قرية صاي صاب أو صيصاب، وقرية أرودين في الناحية الجنوبيّة.
التسمية:
اختلفت الروايات التي تمّ تداولها في الجزيرة عن الاسم الأصلي الحقيقي لصاي، وتقول الرّواية الأولى أنّه عندما صاي كانت عبارة عن شبه جزيرة قرر سكانها تحويلها إلى جزيرة تحيط بها المياه من جميع الجهات، وكان يجب على كلّ فرد في الجزيرة أن يحفر لمدّة ساعة واحدة يومياً، ومع مواصلة الحفر المستمرّ نجح سكان صاي بتحويلها إلى جزيرة وأصبح اسمها جزيرة الساعة، ويذكر أنّه مع مرور الزمن تحولت الكلمة إلى ساي ومن ثمّ إلى صاي، ومن الرّوايات الأخرى إن صاي كلمة تعرف عند قبائل جبال النوبة وتعني المخزن، حيث كانت تستخدم هذه الجزيرة كمخزن للبلح.
المعالم:
لا شك أنّ هذه الجزيرة من الجزر المهمّة قديماً في حوض نهر النيل العظيم وأكثرها موطئاً بين الممالك النوبيّة والإمبراطورية المصرية، ففي قرية عدو على وجه الخصوص توجد القلعة الكبيرة التي تعود للعهد العثماني التي أقيمت على آثار مدينة فرعونية، وفي الجزء الشمالي توجد مقبرة ضخمة والمعابد التي يعود تاريخها إلى حضارة الفراعنة المصريّة، وكذلك آثار من الكنائس، والمعابد، والمقابر التي تعود في عهدها إلى عهد دولة نوباتيا المسيحية وعهود كرمة، والفترة المروية.
السكان :
تشتهر جزيرة صاي بلقب جزيرة المعلمين وذلك لكثرة المعلمين والمتعلمين فيها، حيث تخلو هذه الجزيرة من نسبة الأُمية ، ومن أبرز المتعلمين والمثقفين الذين لهم صدى واسع في السودان بالرغم من تحدثهم اللغة النوبية: الشاعر والفنان جيلي عبدالرحمن، والشاعر والملحن خليل فرح، والمغني دهب خليل الذي يمارس الغناء باللغة النوبية.