الشيف بوب روبرت شين (اسمه الأصلي)
طاهٍ شهير من أصل صيني – مصري.
من اب صيني و ام مصرية
من العلوم الماليّة والإقتصاد في إنكلترا ثم بورصة نيويورك في “وول ستريت 11″، ترك بوبي عمله وراح يبحث عمّا يحبّه فإكتشف حبّه للطّبخ وموهبته فيه.
هو اليوم وجه معروف في عالم الطّبخ في آسيا إلى حدٍّ كبير،لا يشبه غيره من زملائه في هذا المجال، ليس من باب تفوقه في عالم الطبخ فحسب، بل من خلال مكونات شخصيته التي بنى خطوطها العريضة من جذوره الصينية والمصرية معا.
«قد يكون لزملائي في هذا المجال تجارب ناجحة ويتفوقون علي بقدراتهم المطبخية، إلا أنهم بالتأكيد لا يتمتعون بالخلفية التي أملكها من خلال جذوري الشرق أوسطية والآسيوية معًا، فهم ينتمون إلى بلد معين أما أنا فكان لدي الدنيا بأكملها بين يدي».
يصف بوبي شين دخوله عالم المطبخ بأنه جاء متأخرًا نوعا ما (كان عمره 30 سنة)، فهو عمل قبل ذلك في بورصة نيويورك، وكان أحد أبطال لعبة الركبي الرياضية، ومع ذلك فإن المطبخ بكل عناصره ناداه فترك كل شيء ليتبعه.
وكان قد تابع دراساته المدرسية ما بين سان فرانسيسكو ولندن والقاهرة، أما دراسته الجامعية فتنقل فيها ما بين جامعات نيفادا ولاس فيغاس وكاليفورنيا، ومن «ريشموند كوليدج» نال إجازته الجامعية في المال والاقتصاد.
نجح بوبي شين في إيصال أفكاره المبتكرة في عالم الطبخ إلى حد جعل اسمه يتردد على ألسنة شخصيات سياسية واجتماعية مهمة كانت تطلبه بالاسم ليحضر لها الطعام. فكما رئيس الجمهورية السابق بيل كلينتون، كذلك المغني العالمي بوب ديلان وغيرهما، تناولوا أطباق شين مبدين إعجابهم الكبير بها. فالشيف الصيني المصري عرف كيف يغرف من جذوره في تحضير أطباقه، إلى حد جعل البعض يقول عنه: «ما لا يعرفه بوبي شين من أطباق في جنوب شرقي آسيا فلأنها بالتأكيد لا تستأهل الاهتمام».
«عملية الطهي هي مزيج من الحب والشغف والهوية، فأي طبق أقوم بتحضيره يكون بمثابة لوحة أرسمها بأناملي وفكري وألوان جذوري. ولعل التقنية التي اكتسبتها من تجاربي هي التي تدفعني إلى ولوج أي مطبخ دون خوف. فالطهي عملية محفوفة بالمخاطر ومن لا يدخلها بقلب قوي وبشجاعة قد يخفق فيها»، يقول الشيف بوبي في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط».
يرى الشيف الصيني الذي سمته فيتنام سفيرها السياحي في عام 2014، أن تفوق طبق ما على غيره يكمن في بساطته أولاً، فاستخدام مكونات كثيرة مبالغ فيها سيفقده بالتأكيد من خصائصه، «الابتكار ضروري نعم»، يقول بوبي «ولكن تشويه أصوله هو أمر غير مقبول».
يعتبر الشيف بوبي شين أن عملية تطوير الطبق هي مهمة دقيقة واختيار المكونات الجيدة إضافة إلى طريقة التحضير يشكلان عاملين أساسيين في ذلك «من الممكن أن أجدد في الطبق الذي أحضره بين وقت وآخر، ولكن ليس بشكل دائم، إذ إن الإبداع يرتكز على تغيير المكونات في الوقت المناسب، طارحين السؤال الدائم على أنفسنا: (ما المشكلة في هذا الطبق؟)».
لم يأتِ الشيف الصيني إلى عالم الطبخ متخرجًا في جامعات تدرس الطهي، بل متأثرا بجدتيه المصرية والصينية: «عندما عملت في مجال البورصة كنت أشعر بأن هذا المكان لا يناسبني؛ فهو تسوده الجدية بشكل كبير، وأنا في طبيعتي أحب المرح. ومن خلال احتكاكي الدائم بجدتي كان المطبخ مجالاً مفتوحًا أمامي لأمارس فيه حريتي على طبيعتي».. يقول بوبي ويتابع: «عندما دخلت هذا المجال شعرت وكأنني ملك أملك قراراتي، وأعمل على هواي، ولا يمكن أن أنسى يومًا فضل جدتي عليّ، فزينات متولي (جدته من ناحية والدته) علمتني إلى جانب العربية إيتيكيت المائدة، وحتى لعبة الشطرنج، أما جدتي الصينية (آسي) فكانت تتمتع بالصبر الكافي لتعلمني أصول الطبخ الصيني».
اليوم يشارك بوبي شين كعضو لجنة التحكيم في برنامج «توب شيف» في نسخته العربية على «إم بي سي»، وقد لفت المشاهد العربي بحيويته وحسه الفكاهي أمام الكاميرا. فصحيح أن لديه خبرته الكبيرة في هذا المجال؛ فهو حائز على جائزة «أفضل مقدم تلفزيوني ترفيهي» لعامي 2007 و2010 في مهرجان آسيا للتلفزيون، لكنه يصف تجربته الحالية بالممتعة، بعد أن وضعته في احتكاك مباشر مع عالم الشرق الأوسط.
«لم أتردد في إغلاق مطعمي (ذا هاوس أوف هو)، في لندن، وقبله مطاعمي في هانوي وسايغون للالتحاق بهذا البرنامج، فهو وضعني من جديد على الخريطة العربية، وفي اتصال مباشر مع جذوري الشرق أوسطية، وهو أمر أحنّ إليه كثيرًا». ويتابع: «(توب شيف) يعد من الإنتاجات التلفزيونية الضخمة التي أفخر بمشاركتي فيها، وكان هدفي في هذا البرنامج أن أعلِّم المشاهد العربي احترام مهنة (الشيف) بشكل عام، فكثيرون يعتبرونه نادلاً أو خادمًا مع أنه في أوروبا وأميركا مليونير».
«اليوم ألفُّ الدنيا وفي رأسي بركان أفكار، أريد أن أغير أشياء كثيرة في عالم الطبخ، فأنا وبكل صراحة نجحت في صناعة الفرق في تحضيري للأطباق، وأتوق لتعليم جيل جديد من هواة الطبخ، لا سيما في بلدان عربية وفي مقدمها مصر. فأنا أحب أن أصنع الفرق، وقد سبق أن أوصلت شغفي هذا إلى بعض أولاد الشارع في سايغون وعلمتهم فن الطبخ».