مدينة حلب
حلب هي إحدي المدن السورية وتعتبر أكبر مدينة وهي عاصمة محافظة حلب التي تعتبر أيضا من أكبر المحافظات السورية من حيث عدد السكان الذي يفوق 4.6 مليون نسمة وتقع في شمال غرب سوريا وتبعد حوالي 310 كم عن دمشق ، ،كما أنها تعتبر أقدم مدينة في العالم فكانت عاصمة لمملكة يحماض الأمورية ،توالت عليها الحضارات بداية من الحضارة الحثية والآرامية والأشورية والفارسية أنتهاءً بالحضارة الإسلامية ،تعتبر حلب من أقدم الدول المأهولة بالسكان في العالم منذ بداية الألفيه السادسة قبل الميلاد .
الي جانب كون حلب المدينةالسورية الأكبر الي أنها كانت المدينة الثالثة في الدولة العثمانية بعد إسطنبول والقاهرة ولكن بدأ تراجع مكانتها بعد إفتتاح قناة السويس وتحويل طريق التجارة الي البحر وذلك في عام 1869 ،وبعد الحرب العالمية الاولي تتابعت الضربات علي حلب فقد خسرت حلب التجارة مع مع المدن التابعة لولاية حلب كما خسرت السكك الحديدية الهامة التي كانت تصلها بالموصل .
الي جانب ذلك فقد أدت إتفاقيه سايكس بيكو الي فصل العراق عن سوريا وهو ما أدي الي تدهور إقتصاد حلب حتي عام 1940 عندما فقدت إمكانية الوصول الي البحر وذلك بعد خسارتها لمنفذها الرئيسي علي البحر المتوسط ،كما تراجع موقفها السياسي وذلك بعد جعل دمشق عاصمة لسوريا ،وعلي الرغم من تلك الضربات المتتالية إلا إنها بقيت العاصمة الإقتصادية لسوريا وذلك بسبب وجود أهم المعامل الصناعية كما أنها تعتبر أيضا من أهم مراكز المناطق الزراعية في سوريا وخاصة في زراعة القطن .
كما نالت تلك المدينة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية وذلك في عام 2006 ،ولكن ما خلفته الثورة السورية من أثار سلبية فقد نالت حلب ضرر كبير علي أثر تلك الثورة حتي أنهارت اقتصاديا وانسانيا نتيجة للقذف المستمر والقتل وتم نقل المعامل الي تركيا مما أدي الي توقف عجلة الإنتاج والأقتصاد في حلب ،كما تعرضت عدد كبير من معالمها الأثرية للدمار والتخريب مثل قلعة حلب .
يعتبر مناخ مدينة حلب مناخا شبه قاري وذلك بسبب وجود سلسلة الجبال المحاذية للبحر المتوسط كجبال اللاذقيه والأمانوس والتي تعمل كحاجز يقوم بحجب تأثيرات المناخ علي المدينة ،المعدل الطبيعي لدرجات الحرارة في المدينة يتراوح بين 18-20 درجة مئوية ومن النادر جدا هطول الثلوج وان كانت تهطل علي كدي سنوات متباعدة .
كما يبلغ عدد السكان في حلب حوالي 400,000 نسم وذلك قبل زلزلة حلب الكبري وما تبعها من أنتشارا لموجة من الطاعون والكوليرا في أعوام 1823 و 1827 وأدت تلك الكوارث الي إنخفاض عدد السكان ليصل عددهم الي 110,000 وذلك بنهاية القرن التاسع عشر ،بينما بلغ عدد السكان في عام 1901 حوالي 108,143 نسمة وكانت نسبة المسلمين فيهم تتخطي 70% بينما شكل المسيحيون نسبة 22.6% وكانت نسبة اليهود 6.6% فقط .
ما زالت المدينة تحتفظ بتراثها القديم ولكن يفصل بينه وبين المدينة الحديثة ذلك الجدار القديم الذي يشكل دائرة نصف قطرها حوالي 5 كيلومترات، وله 9 بوابات ،بينما تقع حلب بمركز المدينة القديمة علي تلة مرتفعة قليلا وذلك جعلها تستطيع الإشراف علي جميع أحياء المدينة القديمة ويتوسطها أشهر بناء معماري وهو عبارة عن مدرج واسع تقام فيه الكثير من الحفلات .
تتميز حلب بتراثها المعماري وتنوعه حيث أنها تجمع بين العديد من الأنماط المعمارية السلجوقية والبيزنطية بالإضافة الي الطراز المملوكي والعثماني ،حيث تمتلك المدينة العديد من المباني التراثية التي تعود الي القرنين الثالث والرابع عشر الميلادي كالحمامات والمدارس الدينية إضافة الي وجود عدد كبير من الجوامع والكنائس .