الهرمون الذي يحفز نمو خلايا الدماغ
هرمون البرولاكتين (Prolactin), الذي يتم إفرازه أثناء الحمل وبعد هزة الجماع (Orgasm) يحفز نمو الخلايا في الدماغ.
أظهر بحث جديد، أن هرمون البرولاكتين (Prolactin)، الذي يتم إفرازه أثناء فترة الحمل وبعد هزة الجماع، مسؤول على ما يبدو عن تعزيز العلاقة بين الأم وأبنائها وبين الزوجين أيضاً. يزعم الباحثون أن هذه العملية هي نتيجة تحفيز نمو الخلايا في المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم في الدماغ. وقد نشرت نتائج هذا البحث في العدد الأخير من المجلة العلمية Science.
تبين بأنه خلال فترة الحمل وبعد الولادة، تنمو خلايا جديدة في المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم في الدماغ لدى الفئران الإناث. ينسب الباحثون نمو الخلايا لنشاط هرمون البرولاكتين. في الثدييات، تقوم الغدة النخامية (pituitary gland) بإنتاج وإفراز هرمون البرولاكتين، ويرتفع مستواه مع بداية الحمل وبعد الولادة لتحفيز إنتاج الحليب لدى الأم. حاسة الشم مهمة حتى تتمكن الفأرة من معرفة أطفالها وتربيتهم، هنا تكمن أهمية نمو خلايا الدماغ عن طريق هرمون البرولاكتين، لتفسير سلوكيات الأم.
كما ذكر سابقا، ترتفع مستويات هرمون البرولاكتين لدى النساء والرجال بعد هزة الجماع (Orgasm). في هذا البحث، تبين بأن التزاوج بين الفئران يؤدي لزيادة عدد الخلايا الجديدة في المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم في دماغ الفئران الإناث. أدى مصل من البرولاكتين لدى الفئران الذكور والإناث لنفس النتائج.
لا يمكننا الاسراع في الوصول الى الاستنتاجات حاليا، إلا أن الفرضية، التي تكمن بوجود تأثير مماثل لدى هورمون البرولاكتين لدى الإنسان أيضاً، فان إرتفاع مستويات الهرمون بعد هزة الجماع سيؤدي الى إنتاج روائح تبقى محفورة في الذاكرة، وتساهم لاحقاً في خلق علاقة طويلة الأمد بين الزوجين. كذلك، لا يزال من الصعب الربط بين زيادة عدد الخلايا الجديدة في المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم في الدماغ، وبين سلوكيات الأم لدى الإنسان، التي تعتبر أكثر تعقيداً من تلك التي لدى الفئران.
يرغب الباحثون في فحص التأثير الطبي لدى هرمون البرولاكتين وفحص إمكانية تأثيره على الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا جديدة في المناطق المتضررة إثر الإصابة بسكتة دماغية.