أين تقع جزيرة تاروت
تعتبر جزيرة تاروت واحدة من أهمّ وأوسع الجزر الواقعة في المملكة العربية السعودية بعد جزيرة البحرين، تحديداً في الجزء الشرقي من القطيف والذي ترتبط به عن طريق خليج تم بناءه في العام 1385هجرياً، وإلى الجنوب من الدمام والشمال من رأس التنورة، وتبلغ مساحتها ما يقارب 70 كيلو متر مربع.
تسميتها
أوّل من سكن هذه الجزيرة هم الكنعانيون وبعض العشائر الفينيقية؛ لذلك تعتبر واحدة من أقدم المدن التريخية، حيث يقدر عمرها حسب كتب التاريخ إلى ما يقارب الخمسة آلاف سنة على الأقل، وفي الكتب اليونانية وكذلك الصينية كانت تسمّى “تارو” أو “ثارو”، أمّا بالنسبة لكتب الآثار والتاريخ فكانت تدوّن باسم “عشتاروت” أو “عشتروت”، وجميع هذه الأسماء كانت تعني الخير والجمال، وبناءً على التعداد الكبير في الأسماء التي أُطلقت عليها رأى الكثيرون بأنّ اسمها الحالي مشتقّ من كلمة تيروس أو تاروس، وبالنسبة للكتب اليونانية، فقد ذكرت تاروت فيها باسم “تارو” بحسب ما ذكر، فقد كان اسم المعبود الفينيقي عشتروت عندما تم حذف الاسم الأول.
قُراها
يصل عدد القرى الموجودة في جزيرة تاروت إلى ما يقارب العشر قرى، التي أنشأها الفنيقيون، ومعظمها كان محاطاً بسور كبير من جميع الجهات، وقد اندثر مع الوقت، أمّا القرية الأقدم فيها فهي قرية الديرة، وهي أكثرهم ارتفاعاً أيضاً لوجودها على تلة، والبيوت فيها تكون طينية وحجرية تمتد بينها الأزقة الضيقة المتراصة إضافةً إلى الممرات، وهو ما يعطيها رائحة الماضي وعبق الحاضر.
آثارها التاريخية
تضمّ تاروت العديد من الآثار القديمة والعمرانية التي تدلّ على أصالتها وعظمة القبائل والحضارات التي قامت فيها، ومن أهمّ هذه الآثار هو تمثال عشتاروت الذهبي الذي تمّ العثورعليه ملقى على الأرض في بستان نخيل، إضافةً إلى اكتشاف وجود للعديد من الأسلحة التقليدية والأواني النحاسيّة وكذلك الفخاريّة، وهي جميعها موجودة الآن في متاحف الرياض، كما أنّها تضمّ قلعتين عريقتين وهما:
القلعة البرتغالية في الديرة، والتي تمّ ترميمها في العام 1303 هجرياً، وتم اكتشافها مبنية على أنقاض لمستوطنات قديمة جداً منذ خمسة آلاف سنة. قلعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني والتي أنشأت في العام 1303 هجري أيضاً. قلعة أبو الليف والتي تقع ما بين جزيرة تاروت ومدينة القطيف.
يوجد بها ثلاث جوامع رئيسية أيضاً؛ لذلك تعتبر وجهة سياحية للعديد من سكان المناطق المجاورة ومن أنحاء العالم المختلفة، فهي تحتوي المعالم الأثرية سابقة الذكر إضافةً إلى الخدمات السياحية الكثيرة والتي تندرج بين شواطئ ومطاعم وغيرها.