من هو جان جاك روسو
ولد روسو في جنيف بسويسرا عام 1712 ، كانت لأسرته أصول بروتنستانية فرنسية ، قد عاش في جينيف فترة ليست بقليلة على الإطلاق وصلت إلى السبعين عام، ولكن حياته بدأت بمأساة وفاة والدته أثناء الولادة ، الأمر الذي جعله تحت حماية والده ، ولكن للأسف استمرت المأساة على ما هي وذلك بسبب شدة تعلق والده بالمشاجرة مما جعله يهرب ويتركه تحت ولاية عمه وذلك عام 1722.
لم يتمكن روسو من العيش في جنيف ولكنه استطاع أن يهرب منها في عام 1728 ، ليبدأ رحلة الضياع والفشل ، فكان غير منصبا على اهتمامات معينة مما جعل هناك أزمة حقيقية يعيش فيها خاصة لترددة بين إحتراف كلا من الموسيقى والكتابة ، ولكنن في نهاية المطاف إذ به يتعرف إلى سيدة أكر منه ليعيش معها وتكون سببا حقيقيا في تغيير حياته بشكل كامل فجاء ذلك من خلال إعترافاته بنفسه والذي أشاد بهذه السيدة والتي تدعى لويز دي وارنز والتي كانت سببا رئيسيا في انضمامه إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
انتقل روسو في عام 1742 إلى باريس واستطاع في هذه الفترة أن يغير من حياته بشكل كامل ليصل إلى الشهرة والتميز من خلال سعيه إلى إحتراف الموسيقى وقد غير الرموز الموسيقية حيث ابتكر نظاما جديدا للرموز الموسيقية في ذلك الوقت إلا أن هذا المشروع قد حظي بإهتمام قليل من الجهات المعنية بذلك في باريس ، الأمر الذي جعل روسو يتقرب من الفلاسفة الكبار في ذلك العصر حتى حظي بالتشجيع المادي من قبل الرأسماليين حتى أصبح أمينا للسفير الفرنسي في البندقية عام 1743-1744.
نقطة التحول في حياة جان جاك روسو:
جاءت شهرة وعالمية روسو عن طريق مسابقة لأكاديمية ديجون ، وكانت المسابقة لأحسن مقال عن ( هل إحياء النشاط في العلوم والفنون سيؤدي إلى الإسهام في تطهير السلوك الأخلاقي؟ ) ، وكان رد فعل روسو سريع جدا إذ إنتهذ هذه الفرصة بأن قدم مقال لهذه الأكاديمية تحت عنوان بحث علمي عن الفنون والعلوم حيث حمل ما وصلت إليه الإنسانية من فساد في الأخلاقية على العلوم والفنون ، وقد اتخذ روسو منذ هذه اللحظة طريق المعارضة على النظام الإجتماعي لأنه ظل بين طبقتين هما الطبقة الغنية التي تتمتع بكل مصادر البزخ والترف والطبقة الدنيا وهي طبقة عريضة من الفقراء.
ولم يتوقف روسو عند هذه المقالة فقط ففور فوزه بهذه الجائزة قد قرر القيام بالمقالة الثانية والتي كانت لنفس الأكاديمية وحملت اسم ( خطاب حول مصدر وأسس اللاعدالة بين الناس ) والذي كان لها وقع كبير على البشر آنذاك إذ غيرت مفاهيم عدة وللأسف كان لها سبب مباشر في عداء الحاكم وطبقة الأغنياء لروسو.
أهم أعمال روسو :
كان لروسو أعمالا أدبية وفلسفسة عدة استطاع من خلالها أن يوصل ما كان يعيش فيه بلغة العاطفة وبمأساة حقيقية قد عاش فيها.
– ففي عام 1776 استطاع أن يقوم بعمل قاضي جان جاك روسو والتي لم تنشر إلا عام 1782وكان يتحدث فيها عن الدفاع عن نفسه والرد على إتهامات النقاد له.
– والعمل الآخر كان بعنوان أحلام اليقظة للمتجول الأخير حيث غلب على هذا العمل الهدوء والجمال.
– قدم روسو العديد من المسرحيات والأشعار والنثر ، وكان له أعمالا موسيقية كبيرة جدا ومسرحيات غنائية كبرى.
– كان لروسو كتابا مهما جدا في التربية أصبح نموذجا حيا إلى يومنا هذا يحمل عنوان ( إميل أو عن التربية ) فكان لهذا الكتاب صدى كبير جدا في هذا الوقت لإيمان روسو بفكرة التربية بشكل طبيعي أي ترك الطفل ينشأ ويتعلم بمفرده دون إجباره على شيء معين بل هو من يختار ويقرر ويولد لديه المسئولية الكاملة على إختياراته ، فكان لطريقة روسو في التربية دورا حقيقيا في تغيير النظرة إلى التربية في الدول الأوروبية حيث أنها مازالت إلى الآن من أهم الطرق الحديث للتعليم ، فنجد في هذا الكتاب روسو يقول ( اتبعوا مع النشئ الطريقة العكسية، وهي أن يشعر النشئ بأنه هو صاحب الاختيار. فلا توجد استجابة وتكريس إلا بالشعور بأن المرء حرا فيما يتعلمه ).
أفكار ومبادئ روسو :
استطاع روسو أن يسيطر بمبادئه على الكثير جدا من المجتمعات الأوربية لأنها مبادئ حقيقية تدعو إلى المساواة والعدل والحرية ، فلا أحد من الممكن أن يهاجم كل هذه المبادئ ومن أهم أفكاره التي مازالت مثال حي لروسو:
– هاجم روسو الملكية والنظام بإعتبارهما أساس للظلم وعدم المساواة لذلك نقد المجتمع الطبقي في كتابه ( بحث في منشأ وأسس عدم المساواة ).
– انتقد زيف المبادئ الأخلاقية التي سيطرت على المجتمع وذلك في كتابه ( العقد الإجتماعي).
– غير مفاهيم التربية بشكل كامل في كتابه ( اميل ) وشدد على ضرورة استجابة المعلم لإهتمامات الطفل.
– نوه روسو إلى فكرة الفطرة حيث كانت فكرته أن المجتمع هو من يفسد الأفراد لأن من يخلق ويعيش على فطرته لن يستطيع حتى أن يأذي نفسه ولكن المجتمع هو من يغير هذه الفطرة إلى العدوان والأنانية.
– استطاع روسو أن يدخل إلى الأدب الرمانسية وهي الحركة التي سيطرت على الأدب في تلك الحقبة الزمنية ، فكان روسو خير مثال على الشخصية الرومانسية حقا فكانت عاطفته ومشاعره تخرج قبل كتابة أي كلمه في أبحاثه وكتاباته على العموم ما بين الأشعار والمسرحيات وما إلى ذلك من الأعمال الأدبية الأخرى.
وفاة روسو :
توفي روسو عن عمر يناهز السادسة والستون عاما ، حيث توفي عام 1778 في فرنسا ، بعد أن قدم إلى البشرية خير نموذج للإصلاح الإجتماعي.