كليوبترا السابعة.. الملكة التى عشقت أنطونيو وقتلت نفسها بسبب الحكم
الملكة كليوباترا السابعة آخر الحكام البطالمة في مصر، وقد تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة والطموح، واعتلت كليوباترا العرش وحكمت مصر لنحو عشرين عاما (من عام 51 إلى عام 30 ق.م).
ووفق المراجع التاريخية، فإنها تزوجت من أخيها بطليموس الثالث عشر؛ وتوجا بالتاج المزدوج لمصر العليا ومصر السفلي ورضي بهما الكهنة والشعب كحاكميهم المقدسين.
ثم شعرت بأن ذلك الزواج يعيق مخططاتها السياسية حتى اتهمت بعد ثلاث سنوات من الحكم، بأنها تحاول الاستيلاء على العرش والاستئثار به؛ ففرت إلى الصحراء الشرقية وجمعت جيشا من العرب وهاجمت بطليموس أكثر من مرة وعندما علمت إن يوليوس قيصر هو من يستطيع إن يحقق حلمها بالسلطة اتفقت مع أحد الجنود أن تصل له واختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى قيصر؛ وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط ونشأت علاقة مع قيصر، واتفقت معه للاستيلاء على عرش أخيها.
ووقف قيصر بجوار كليوباترا، وحارب أعداءها حتي مات بطليموس غرقا ولم يعد هناك من يحول بينها وبين تاج مصر المزدوج.
وهام قيصر حبا بكليوباترا وحملت بطفل منه وقد خفض مبلغ الدين الذي كان جدها ووالدها قد استداناه واعترف علانية باستقلال مصر، وحلمت كليوبترا إن ولدها سوف يحكم يحكم كلا من مصر وروما في إمبراطورية واحدة عظيمة تضم الشرق والغرب، إلا إن مقتل يوليوس قيصر بدد حلمها وعادت كليوباترا ومعها قيصرون الصغير إلي وطنه مصر بعد موت قيصر وأخذت تباشر حكم البلاد فنظمت الضرائب واهتمت بالزراعة والري وحققت قدرا من الرخاء والطمأنينة للبلاد وزادت من تجميل الإسكندرية وأعادت تكوين مكتبتها وشجعت العلماء والمشتغلين بالعلوم الكيماوية والرياضيات والفلاسفة ورعت فنون التصوير والنسيج كما شجعت أيضا الصناعات المحلية.
وتعرفت على مارك أنطونيو في خريف عام 42 ق.م، الذي آل إليه الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، والتى قررت أن تحلم من جديد بالسلطة على العالم بالتقرب من أنطونيو وبالفعل أستطاعت أن تسحره بجمالها وتخلي انطونيوس عن مستقبله في روما ليتبع كليوباترا إلي الإسكندرية ويستمتع بحبها وأغرق نفسه في جميع الملذات التي قدمتها له كما أنجبت له كليوباترا عدة أطفال وراقب منافسه أوكتافيوس ومجلس الشيوخ والشعب الروماني ذلك واستبد بهم الغضب ووقفت روما ضد الإسكندرية، وأوكتافيوس ضد انطونيوس وكليوباترا، وكان عليهما أن يخوضا غمار حرب حتي النهاية، وأقلق الرومان أن أنطونيو أراد أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية وسرعان ما أعلنت كليوباترا «ملكة الملكات»، ووزعت الولايات الشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من أنطونيو.
ورأت كليوباترا نفسها إمبراطورة للمرة الثانية؛ وكل ما تبقى لتحقيق ذلك، هو أن يطيح أنطونيو بأوغسطس ولكن أنطونيو هزم في عام 31 ق.م. وفر الاثنان إلى الإسكندرية.
وقبل دخول أوغسطس إلى الإسكندرية قتل أنطونيو نفسه، واختبأت كليوباترا بمقبرتها في الحي الملكي بالإسكندرية؛ حيث كان قصرها الشهير، وقد احتفظت بكنوزها جميعا في المقبرة.
وهددت بأن تضرم النار في المقبرة؛ فتقتل بذلك نفسها وتدمر الكنوز؛ ومعها أحلام روما في عرض كليوباترا أثناء احتفالات النصر لأوغسطس، الذي خدعها وأوقع بها هى وكنوزها وقبل أن يهجم على مقبرتها قتلت نفسها.