قصة الشاعر العربي الزير سالم / عرف بأبو ليلى ، وهو المهلهل عدي بن ربيعة بن الحارث بن تغلب والذي ينحدر نسبه لقبيلة تغلب في الجزيرة العربية ، ويعد الزير سالم من أبطال العرب في الجاهلية ، وهو جد الشاعر عمرو بن كلثوم ، وخال الشاعر امرئ القيس ، وقد لقب بزير النساء لكثرة لهوه ومجالسته النساء في شبابه .
اشتهر الزير سالم على مر التاريخ حتى أن تناولت قصة حياته عدة أعمال فنية ، ولكنها تناولت بطريقة الدراما التي يمكنها حذف أو اضافة المواقف للقصة الحقيقة حسبما تحتاج الحبكة الدرامية ، وقصة حياة الزير سالم قصة ثرية بالأحداث التاريخية والاجتماعية فيها كثير من العبر والمبادئ ، وهي تجسد فترة زمنية طويلة عرفت بحرب البسوس .
وتحكي القصة عن كليب أخ الزير سالم زعيم قبيلة ربيعة ، والذي كان يهوى ابنة عمه جليلة ولكنه لم يتزوجها ، إنما زوجها أبيها لملك التبع بعد أهدى قبيلتها عدد من الصناديق المملوءة بالذهب ، وعندها قرر كليب أن يجمع شباب القبيلة واختباؤا في متاع العروس جليلة حتى القصر ، وعندما وصلوا القصر خرجوا على الملك التبع معا فقتلوه في جنح الليل حيث كان الزير سالم طفلا صغيرا .
وبعد قتل الملك التبع عاد كليب بجليلة مرة أخرى إلى القبيلة ، وتزوجها بعد حين ، لكن أخيها جساس كان شديد الغيرة من كليب ، وكانت جليلة تكره الزير سالم وتحرض أخيه كليب عليه كثيرا ، وبعد عدة سنوات جاءت البسوس أخت الملك التبع للقبيلة ، وتركت ناقتها أمانة عند الجساس أخي جليلة ولم تربطها ، وعندما انحل وثاق الناقة تجولت في أرجاء القبيلة حتى رأها كليب وقتلها بالخطأ ، وقد أصرت البسوس على استعادة ناقتها ورفضت عرض كليب بمئة ناقة بدلا منها ، مما أدى لنشوب الحرب بين بنى مرة قوم جساس وبنى ربيعة قوم كليب والزير سالم .
في أثناء الحرب اغتنم الجساس الفرصة وترقب لكليب زوج أخته جليلة وقتله أمام عينيها ، ولكن لم يعلم أحد بذلك غيرها ، وعندما علم الزير سالم بمقتل أخيه كليب ، وهو في احدى الحانات كعادته حرم الخمر والماء والنساء على نفسه حتى يثأر لأخيه وكان في العشرين من عمره عندما بدأت حرب البسوس بين القبيلتين والتي استمرت أربعين عاما ، وفي خلال تلك السنوات تزوجت الجليلة رجل مسن من قبيلة أخرى وكانت قد أنجبت ولد اسمته الهجرس ، ولما كبر أخبرته بوالده الحقيقي كليب ، فذهب عندها لعمه الزير سالم وتعاون معه لقتل الجساس بعد انتهاء حرب البسوس التي استمرت أربعين عاما ، أما الزير سالم فقد قتل على أيدي رجلان من عبيده طمعا في ماله .