أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقودهِ حتى ينالَ به الوطرْ
قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى
ولكَ الدراهمُ والجواهرُ والدُّررْ
فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها
والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ
لكنهُ من فرطِ دهشتهِ هوى
فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ
ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفرٌ
ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ
فكأَنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنُوِّهِ غضبُ
السماءِ على الولدِ انهمرْ
فاستبسل خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ طعناً
سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ ناداهُ قلبُ الأمِّ
كفَّ يداً ولا تطعنْ فؤادي مرتينِ على الأثرْ.
أوجب الواجبات إكرام أمي
إن أمي أحق بالإكرام
حملتني ثقلاً ومن بعد حملي
أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمة الليل
حتى تركت نومها لأجل منامي
إن أمي هي التي خلقتني بعد ربي
فصرت بعض الأنام
فلها الحمد بعد حمدي إلهي
ولها الشكر في مدى الأيام.
الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها
أعددْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُّ روضٌ إِن تعهَدَه الحي
بالرِّيِّ أورقَ أيما إِيراقِ
الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى
شغلتْ مآثرهم مدى الآفاقِ.