شعر الحب المستحيل لليلى عثمان
– تفقأُ قلبي حين تَتْركُ المكان فيرحَلُ معكَ الزمان
– تتوقّفُ ساعةُ عمري عندَ نقطة الرّحيلِ الرّهيف
– ينسَحِبُ مَعَكَ صمتُكَ فينعَقُ الصمتُ من بعدَكَ
– ينسلُّ حزنُكَ الشفيفُ معك فتترُكُ الحزنَ في قلبي، سحابةً تعجَزُ عن الهُطول
– تحمِلُ نورَكَ الجليلَ معكَ فَتَسدِلُ العتمةُ عباءَتَها المرقَّشَة بالكآبة والطنينِ المرير
– أيها النهرُ الذي يَنْسَرِبُ عن مجرايَ يترُكُ حصاهُ تدُكُّ بقسوتها عروقَ الفؤاد
– أرجوكَ.. أرجوكَ ابقَ لحيظَةً.. لُحيظاتٍ.. لحظات أشبَعُ من ضيائِكَ
– أرتَوِ من عَسَلِكَ فلا تشمَتُ بحزنيَ كلُّ العيون
– أيها الصامتُ المُهمِلُ ندائي متى تعرفُ أنني بكَ أكتملُ وأكون؟
– متى تعرِفُ أنني من دونِكَ أفقدُ: شهيةَ الكلامِ.. الهمسِ.. الضحكِ.
– وأنزوي في خانةِ السُكون
– متى تعرِفُ أنكَ حين تغيبُ عن المكان يفقِدُ الكونُ بهجَتَهُ، وتموتُ كلُّ اللحون.
– أعرفُ: أنَّ قلبَكَ يستديرُ إلى الوراء يلمَحُ عينيَّ تتوسلان
– قلبي يَئنُّ، يأمَلُ أن تعود أشُمّكَ حين تمضي، رائحتي عالقةٌ بثلجِ شعرِكَ
– صوتي يَرنُّ في سَمعِكَ وقلبي مثل ناقوسِ الكنائسِ، يبكي الغياب.
– أعرفُكَ: تحمِلُني كُلّي معك جسداً.. روحاً.. وردةً.. فراشةً بهيةَ الجناح.
– أعرفُكَ: تُؤويني في وسادتِكَ الوحيدة تُقّبلنُي قبلَ النومِ.
– تحضُنُ وجهيَ الجميلَ، وألوانَ ثيابيَ الُمبهجة.
– أعرفُكَ: قبل أن يذوبَ الصحوُ في عينيكَ ويأتي النعاسُ
– تدسّني في مقلتيكَ: حرفاً.. جملةً.
– لعلي أكتمِلُ في أحلامك: مقطوعةَ شعرٍ.. نثرٍ.. لحناً شجياً.. لوحةً.
– أو قمراً لا يأفلُ.. شمساً لا تغيب.
– أعرفُكَ: تقِاومُ قلبَكَ.. تقسو عليه.
– تقاوِمُني.. تقسو عليَّ لكنَّكَ، تُحبني.
– أعرف أنك: ألفُ. ألفُ تُحبني.
– وأنني في مساحاتِ قلبكَ أترَيَّضُ كلَّ صباح.
– وفي ساعاتِ ليلِكَ، أتكوَّرُ، وأنام.
– فمتى تُزيحُ هذا الصمتَ «الثقيل»؟
– ومتى تلوحُ من شفاهك رايةُ القَبول؟
– متى تَحنُّ؟
– متى تتركُ الأجراسَ تصهَلُ تَرِنُّ؟
– تقاومُ سجْنَكَ، وخَطْوَكَ الوئيد.
– تَفرُّ منكَ إليَّ تَتَوضّأُ في شمسي
– تُصلّي في معبديَ العفيف.
– تُضيءُ فيه الشموعَ تعزفُ الألحانَ في أرجائه.
– تزرَعُ الحدائِقَ في أفيائهِ.
– فأصيرُ فيه شهرزادَكَ الوحيدة.
– أصيرُ أنا اللحنَ، أنا القصيدة.
– وتصيرُ في قلبيَ الحب الأخير الحب المستحيل.