ما حقيقة إلغاء موسم حج 2020 بسبب كورونا؟
تناقلت مواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي أنباء غير مؤكدة حول إلغاء موسم تأدية شعائر الحج لهذا العام، في ظل استمرار وتيرة انتشار كورونا بوتيرة متسارعة فى مختلف دول العالم، ولكن المملكة العربية السعودية لم تؤكد صحة هذه الأنباء رسميا.
وفى آخر تصريح له الأسبوع الماضى ـ نقلته قناة الإخبارية السعودية الرسمية ـ طلب وزير الحج والعمرة، محمد صالح بن طاهر، المسلمين حول العالم ممن يرغبون فى أداء فريضة الحج 2020 التريث قبل إبرام عقود رحلاتهم الى المملكة حتى تتضح الرؤية.
وأضاف بن طاهر في حديثه، قائلا إنه في ظل الظروف الحالية، نحن نتحدث عن جائحة عالمية، جائحة نسأل الله السلامة منها”، وكشف الوزير عن قلق المملكة بشأن سلامة الحجاج، في ظل تزايد انتشار فيروس كورونا بشكل رهيب في مختلف دول العالم. فى الوقت الذى أكد جاهزية المملكة لاستقبال الحجاج ولكن سلامة الإنسان أولا بالنسبة للممكلة.
وأكد الوزير أن المملكة تتخذ حاليا إجراءات لتعويض الأشخاص الذين اشتروا تأشيرات عُمرة وحجزوا تذاكرهم، ولم يتمكنوا من السفر لتأدية الشعيرة الدينية.
ولن يكون قرار إلغاء المسلمين من تأدية الركن الخامس في الإسلام هو الأول من نوعه فقد حدث عدة مرات فى السابق ، حيث يذكر عدد كبير من المؤرخون أن شعائر فريضة الحج تعطلت على مر التاريخ حوالى 40 مرة.
انت أول هذه المواسم التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا جرى فى عام 940 ميلادية، وكان بسبب هجوم القرامطة وسفكهم دماء حجاج بيت الله، واقتلاعهم بعد مذبحة رهيبة الحجر الأسود ونقله إلى مدينة “هجر” بالبحرين.
وتبعا لذلك، تقول كتب التاريخ إن موسم الحج تعطل بعد واقعة سرقة الحجر الأسود لعدة سنوات، يقال إنها بلغت 10 أعوام، لم تؤد فيها مناسك الحج.
الموسم التى الذى تعطل فيه الحج جرى في عام 968 ميلادية، ويقول ابن كثير إن هذا الداء انتشر في مكة المكرمة “فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج”.
وفي عام 1000 ميلادية انقطع المصريين عن الحج فى عهد العزيز بالله الفاطمي بسبب شدة الغلاء، كذلك تقرر الأمر في عام 1028 ميلادية، كما ولم يتمكن المصريون من أداء فريضة الحج في عام 1168 بسبب حرب داخلية.
وتعطل موسم الحج في عام 1030 ميلادية، حيث لم يؤد الفريضة إلا مجموعة من العراق، وانقطع أهل العراق وخراسان والشام ومصر عن الحج في موسم عام 1039 ميلادية.
أما آخر التواريخ التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا، فيعود إلى عام 1799، حيث توقفت قوافل الحجيج أثناء الحملة الفرنسية لانعدام الأمن على الطرقات.
يأتى هذذا فى الوقت الذى ترددت فيه دعوات شيوخ الإسلام بالاستغناء عن فريضة الحج هذا العام ، من بينهم الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حيث وجه رسالة إلى كل من يرغبون فى أداء فريضة الحج او العمرة، بأن يخرجوا أموال هذه الفريضة كصدقات على المحتاجين والفقراء، وتابع:” يمكن ربنا منعنا عشان توزع هذه الأموال على الفقراء.. فحجوا واعتمروا بدعوات الفقراء والمساكين، ساعدوا الناس وفوزوا بدعواتهم وارضوا الله”.
نقلا عن اليوم السابع