هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وكان من أئمة الاجتهاد، ومن الخلفاء الراشدين، يتصف بحسن الأخلاف وكامل العقل وحسن الصمت، وجيد السياسة، وكان حريصا على العدل والمساواة، ولد عام 61هـ في المدينة المنورة.
تربى وتعلم على أيدى الكثير من العلماء والفقهاء، وقد بلغ عدد شيوخه ثلاثة وثلاثين، فيهم ثمانية من الصحابة، وخمسة وعشرون من التابعين. وقد نهل من علمهم وتأدب بأدبهم ولازم مجالسهم حتى ظهرت آثار هذه التربية المتينة في أخلاقه وتصرفاته. فامتاز بصلابة الشخصية والجدية في معالجة الأمور والحزم والإرادة القوية، وهذه هي أهم العوامل التي أثرت في تكوين شخصيته.
ويعد عمر بن عبد العزيز من العلماء الذين تميزوا بقربهم من الخلفاء، وكان لهم أثر كبير في نصحهم وتوجيه سياستهم بالرأي والمشورة، ويحتل عمر بن عبد العزيز مكانة متميزة في البيت الأموي. ولذلك ولاه الخليفة الوليد بن عبد الملك إمارة المدينة المنورة عام 87هـ.