قصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم:
“محمد بن عبد الله بن عبد المطلب” ولد بمكة المكرمة في 12 من ربيع الأول بعام 53 قبل الهجرة (عام الفيل) العام الذي توجه فيه “إبرهة” لهدم الكعبة فحمى الله بيته من المردة الكفرة وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل؛ ينتمي عليه الصلاة والسلام إلى أشرف القبائل (قبيلة قريش) توفي والده “عبد الله بن عبد المطلب” وهو جنين برحم والدته “آمنة بنت وهب”، فقد جاء بالطبقات الكبرى لابن سعد ذكرالآتي: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، قال: حدثني علي بن يزيد، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أبيه، عن عمته قالت: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب، كانت تقول: ما شعرت أني حملت به، ولا وجدت له ثقلة، كما تجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضي، وربما كانت ترفعني وتعود. وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان، فقال: هل شعرت أنك حملت؟ فكأني أقول: ما أدري، فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، وذلك يوم الاثنين، قالت: فكان مما يقن عندي الحمل.
أما عن يوم ولادته عليه الصلاة والسلام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وأن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله عليهم”.
تسميته عليه الصلاة والسلام:
لقد سماه جده “عبد المطلب” محمد وكان آنذاك اسما جديدا كليا بين العرب، وكعادات العرب حينها أخذته “حليمة السعدية” لإرضاعه والتي شهدت خيرا كثيرا بقدومه إليها.
صفات الرسول عليه الصلاة والسلام:
لقد شهد الله بكمال عظمته أنه صلى عليه الله وسلم على خلق عظيم، فقد كان كامل الأوصاف خلقا وخلقة، ومهما قيل في وصفه فلن يوفيه شيئا من حقه؛ لقد اجتمعت في شخصيته كل مكارم الأخلاق، لقب قبل رسالته بالصادق الأمين، كان أرحم ما يكون بكل الخلق؛ كان عليه الصلاة والسلام لا يرد أحدا قصده في شيء، شديد التواضع، كان شديد التفاؤل بكل الصعوبات والمآسي التي كان يتعرض لها، من آذاه يسامحه ويسأل عنه ويدعو له بدين الهداية؛ هو النبي الوحيد الذي بكى من أجل أمته.
البعث والدعوة إلى الإسلام:
عندما اشتد عضده عمل بالتجارة مع عمه “أبو طالب” الذي اعتنى به بعد وفاة جده “عبد المطلب”، وعندما سمعت السيدة “خديجة بنت خويلد” عن أمانته وصدقه بعثت إليه ليهتم لها بشئون تجارتها الواسعة، فوافق عليه الصلاة والسلام، ومن ثم تزوجها وأنجب منها ذريته الصالحة؛ لقد كان صلى الله عليه وسلم منكرا لعبادة قومه الأصنام ومعرضا عنهم في أفعالهم من شرب الخمور وغيرها مما جعله يعتزل عنهم جميعا ويذهب إلى غار بعيد “غار حراء”، كان يتفكر كثيرا في المخلوقات من حوله وآيات الله المتعددة التي تملأ الكون؛ ولما بلغ من العمر 40 عاما وهو في غار حراء أتاه جبريل عليه السلام ونزل عليه بالآيات: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”، فذهب إلى السيدة خديجة فطمأنته ومن ثم اصطحبته إلى “ورقة بن نوفل” الذي كان على دراية بأديان السابقين فبشرهما بأنه نبي آخر الزمان.
دعوته عليه الصلاة والسلام:
لقد واجه الكثير من الصعوبات والأهوال من قومه أثناء دعوته الشريفة ولكنه صبر على قومه، وأوذي عليه الصلاة منهم كثيرا، جاء في الخبر عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم قال فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئ