الإصلاحات السياسية لعمر بن عبد العزيز
من أهم ما يميز منهج عمر في سياسته، حرصه على العمل بالكتاب والسنة ونشر العلم بين رعيته وتفقيههم في الدين وتعريفهم بالسنة. فبعث العلماء في تعليم الناس وتفقيههم إلى مختلف أقاليم الدولة وفي حواضرها وبواديها. ومن الجوانب التي ركز عليها في الإصلاح السياسي ما يلي:
– الشورى: امتثالا لقول الله تعالى: “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ” اهتم عمر بن عبد العزيز بتفعيل مبدأ الشورى في خلافته. وكان يستشير العلماء ويطلب نصحهم في كثير من الأمور كما كان يستشير ذوي العقول الراجحة من الرجال، وقد حرص على إصلاح بطانته لما تولى الخلافة، فقرب إلى مجلسه العلماء وأهل الصلاح وأبعد عنه أهل المصالح الدنيوية والمنافع الخاصة.
– العدل: اشتهرت خلافة عمر بن عبد العزيز بأنها الفترة التي عم فيها الرخاء والعدل في أرجاء الدولة الإسلامية حتى أن الرجل كان يخرج لأداء الزكاة من أمواله فيبحث عن الفقراء فلا يجد من في حاجة إليها. كما رد الحقوق إلى أصحابها، وأعلن لأبناء الدولة الإسلامية أن كل من له حق على أمير أو جماعة من بني أمية، فليتقدم بالشهادة لكي يرد عليه حقه. وتقدم عدد من الناس بشهاداتهم وراح عمر يردها واحدة بعد أخرى؛ أراض، ومزارع، وأموال، وممتلكات. كما أنه عزل جميع الولاة والحكام والمسئولين الظالمين عن مناصبهم، واختار الولاة والقضاة والكتاب الصالحين والأمناء.