إن العشر الأول من ذي الحجة أيام مباركة، ولفضلها أقسم المولى سبحانه بها في كتابه الكريم حيث قال: وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1،2].
افضل و احب الاعمال الي اللة في العشر من ذي الحجة
اول الاعمال الحج و من لم يستطع
اولا : الصوم
فعشر ذي الحجة تطلق على الأيام العشر الأوائل منه بما في ذلك يوم العيد, لكن فيما يتعلق بالصيام وترك تقليم الأظافر والشعور لمن أراد أن يضحي فيراد التسع فقط؛ لأن صيام يوم العيد محرم, ويطلق عليها العشر من باب التغليب, كما هو واضح, ففي شرح صحيح مسلم للنووي عند قوله: بَابُ صَوْمِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ, قال: وَالْمُرَادُ بِالْعَشْرِ هُنَا الْأَيَّامُ التِّسْعَةُ مِنْ أَوَّلِ ذِي الْحِجَّةِ
ثانيا :قراءة القرآن
وفي خصوص المفاضلة بين التكبير وقراءة القرآن فإن قراءة كتاب الله تعالى أفضل؛ وذلك لتضمنه جميع الأذكار الفاضلة من تكبير وتسبيح وتحميد..
ولقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَرْبَعٌ وَهِيَ مِنْ الْقُرْآنِ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط .
وقال البخاري في الصحيح: بَاب فَضْلِ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن صدقة بن يسار قال : سألت مجاهداً عن قراءة القرآن أفضل يوم عرفة أو الذكر؟ قال : لا، بل قراءة القرآن .
وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده. وفي رواية: أفضل، هذا محمول على كلام الآدمي وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل.
ثالثا:الأذكار في العشر الأوائل من ذي الحِجّة
تُعتبر أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة مباركة لارتباطها بأيّام الفريضة الخامسة من أركان الإسلام ألا وهي الحج، ولا سيّما يوم عرفة، حيث يجتمع الحُجّاج على جبل عرفة يدعون الله، ويذكرونه، ويُمجّدونه، ويتقرّبون إليه بالدّعاء، والصّلاة وقراءة القرآن، قال تعالى في كتابه العزيز: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، وأكّد الرّسول عليه الصّلاة والسّلام هذا الأمر في الحديث الشّريف: (ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).
ومن الأذكار التي يُمكن للمسلم أن يُداوم عليها في هذه الفترة ما يأتي:
التّهليل: وهي قول (لا إله إلا الله)، شهادة الإسلام والرّكن الأول من أركانه، وفضلها عظيم كما ورد عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه).
التّكبير: وتكون بالقول (الله أكبر) دلالةً على عظمة الله تعالى، والإقرار بعِظَم شأنه، وأنّه وحده من يستحقّ التّعظيم والتّبجيل، وقد ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام حين قال: (عنِ ابنِ عباسٍ – رضي اللهُ عنهما – أنه كان يكبِّرُ مِن غَداةِ عرفةَ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ، وكان لا يكبِّرُ في المغربِ، وكان تكبيرُه: اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدانا).
التّحميد: وتكون بالقول (الحمدلله) عند السرّاء لتدل على شكره، وعند الضرّاء لتدل على الإيمان بحكمة الله لهذا المُصاب، وبتكرار الحمد لله فإنّها تُثبّت معناها في القلب، ولا معنىً لها دون اليقين بها. قال الرّسول عليه السّلام في الحديث الشّريف: (كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرحمنِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ).
رابعا :الأضحية:
وهي من السنّة الثّابتة التي تلي يوم عرفة، وتمتدّ فترتها أربعة أيّام، وهي أيّام عيد الأضحى المُبارك، حكمها سنّة مؤكّدة، إذ سنّها الله تعالى عن إبراهيم عليه السّلام في حادثة المنام المعروفة التي رأى فيها نفسه يذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله.
وورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في فضل الأضحية: (كانَ إذا أرادَ أن يضحِّيَ، اشتَرى كبشينِ عظيمينِ، سَمينينِ، أقرَنَيْنِ، أملَحينِ موجوءَينِ، فذبحَ أحدَهُما عن أمَّتِهِ، لمن شَهِدَ للَّهِ، بالتَّوحيدِ، وشَهِدَ لَهُ بالبلاغِ، وذبحَ الآخرَ عن محمَّدٍ، وعن آلِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ).