كيف تكون شخصية محبوبة
“في ظِلِّ الظروف المثاليّة يفوز الشخص المحبوب، وحتى في ظلِّ الظروف غير المثاليّة يفوز الشخص المحبوب”، تُعتبَر هذه المقولةُ القديمةُ صحيحةً بشكلٍ كبيرٍ، فالإنسان المحبوب هو القادر على أن يتواصلَ مع غيره بشكلٍ كبيرٍ؛ وحتى يصبحَ الإنسان محبوباً بين الجميع، لا بُدَّ له من اتِّباع خطوات مُعيَّنة ومُفصَّلة.
كيف أكون شخصيّة محبوبة
يَمرُّ تكوين الشخصية المحبوبة بعدّة مراحل، مُوزَّعة على أربعة أجزاء، كالآتي: المحادثات اليوميّة: حتى يصبح الشخص محبوباً في جميع المُحادثات، عليه اتِّباع الخطوات الآتية:
التأدُّبُ واحترامُ الجميع: ليصبح الشخص محبوباً في جميع مُحادثاته؛ عليه التأدُّبُ واحترامُ الجميع، سواء أكانوا أصدقاء مُقرَّبين، أم غرباء، إضافة إلى ضرورة احترام الشخص لنفسه، ويستطيع الشخصُ التعاملَ مع الغرباء بطريقة هادئة ولطيفة، مع ضرورة استخدام كلمات الثناءِ والشُّكْرِ.
الثقة بالنفس: إنَّ الشخص المحبوب بين الناس هو الشخص الواثق من نفسه، على أن تكون هذه الثقة غيرمُؤذِية للآخرين، وغير مُزعِجة لهم؛ فالناس لا تُحبُّ من يَثِقُ بنفسه إلى درجة الغرور؛ وحتى لا ينشأ الغرور في النفس، لا بُدَّ من تَجنُّبِ الفَخْرِ الزائد، مع الحِفاظ على قيمة الرضا عن النفس.
الحرص على الصّدق ولكن بشكل مُؤدَّب: من المُهمّ جداً أن يكون الإنسان صادقاً مع من حوله من الناس، وكذلك الأصدقاء لدى طَلَبِهم النصيحة منه؛ حتى يُصبحَ الشخص محبوباً، وهنا يجب أن لا يكون الشخص صريحاً بشكل عنيف، وخاصة مع الأشخاص الذين لم يطلبوا النصيحة منه؛ لذا فإنَّ الشخص المحبوب هو الذي يَبتعدُ عن التعليقات السلبيّة في حديثه مع جميع من حوله، سواء أكانوا أصدقاء، أم غرباء.
الاستماع بشكل جيّد:
إنَّ الاستماع الجيّد يَجعلُ الشخصَ محبوباً بين الناس؛ فالناس يبحثون عن من يهتمُّ بهم، ويستمع إلى أحاديثهم بشكل جيّد، ويَظهرُ الاستماع الجيّد من خلال إيماءات الجسد، كإيماءات الرأس، والعينَين.
توجيه الأسئلة:
يُعتبّرُ طَرْحُ الأسئلة في المُحادثات اليوميّة، من أهمّ الأمور التي تجعلُ الإنسان محبوباً بين الناس؛ فهذا يُشعِرُهم بأنَّ الحديث معهم كان مُميَّزاً ورائعاً، كما أنّه يُشعِرُهم بأنّهم مُقَدَّرون ومحبوبون.
استخدام الأسماء:
إنَّ استخدام الأسماء مع الآخرين يُشعِرُهم بأنّهم مُقرَّبون، وهذا شيء جيّد؛ حتى يصبحَ الشخصُ محبوباً في مُحادثاتِه اليوميّة.
معرفة طبيعة الأشخاص:
لا بُدَّ من معرفة الأشخاص الذين يتعاملُ معهم الفردُ؛ فطُرُقُ التعامُلِ مع الأفراد، والحديث معهم، تَختلفُ عن طُرُقِ التعامُل مع الجماعات، وكذلك الحال في طريقة التعامُل مع الذكور؛ إذ يختلفُ بشكلٍ كبيرٍ عن طريقة التعامُل مع الإناث.
الحِرْصُ على التبادُل مع الآخرين:
من الضروري أن تُبنَى العلاقات مع الآخرين بشكل مُتبادَل (الأَخْذ والعطاء)؛ لأنّ هذا من شأنه أن يجعل الناس مُتقارِبين، وراغِبين في التعامُل مع غيرهم؛ وحتى يكون الشخص محبوباً في مُحادثاته ،عليه أن لا يَغفلَ عن التبادُل، والأَخْذ، والعطاء.
نَشْرُ الضحِك:
إنَّ نَشْرَ الضحك بين الناس من أهمّ الأمور التي تجعل الشخص محبوباً في نظرهم؛ فالشخص المحبوب هو الذي يُخفِّفَ من حِدّة توتُّر الآخرين، ويَنشُرُ الضّحكَ بينهم؛ وهذا يجعلُهم يشعرون برغبةٍ أكبر في البقاء معه، والوجود إلى جانبه. القدرة على إتقان لغة الجَسَد: من الأمور التي تجعلُ الشخص محبوباً، قدرتُه على إتقان لغة الجسد التي يُمكنُ إتقانُها من خلال عدة أمور، من أهمّها:
التبسُّم باستمرار:
من المُهمّ أن يُحافظَ الشخص على ابتسامته من حين إلى آخر؛ فهي تُعتبَرُ حركةً جيّدةً للوجه، كما أنّ من شأنها أن تجلبَ السعادة والودّ للآخرين.
الانفتاح على المُحيط الخارجيّ:
على الإنسان الراغب في الوصول إلى شخصيّة محبوبة، أن يكونَ مُنفتِحاً على الآخرين، ومُتاحاً بحيث يمكن الوصول إليه في أيّ وقت، كما أنّ عليه أيضاً أن يساعدَهم في بعض الأحيان.
استخدام أساليب التواصُل البصريّ:
إنَّ استخدام أساليب التواصُل البصريّ أمرٌ مُهمّ؛ لإتقان لغة الجسد، ويكون التواصُل البصريّ مع الآخرين من خلال الانتباه الكامل لهم، ولما يقولونه، حتى وإن كان الموضوع غير مُهمّ.
المُطابَقة والمُحاكاة:
من الأمور التي تُساعدُ على إتقان لغة الجسد أن يكون الشخص مرآةً لمن يتحدَّثُ إليه، بحيث يقوم كلٌّ منهما بحركات مُماثِلة، كتعابير الوجه، ووضعيّة الجسد، وهذه الطريقة جيّدة للتعامُل مع الأقران، إلّا أنّها ليست جيّدة للتعامُل مع الرؤساء في العمل.
إظهار الاحترام:
حيث تُعتبَرُ هذه النقطة من أهمّ الأمور التي تساعد على إتقان لغة الجسد، ويمكن إظهار ذلك من خلال التبسُّم، واسترخاء الجسد، ورفع الرأس إلى الأعلى، والمَيل بشكل بسيط، والتقدُّم خطوة بسيطة إلى الأمام. استغلال قوّة التلامُس: إنَّ استغلال قوّة التلامُس أمرٌ جيّدٌ في تقوية الروابط مع الآخرين، على أن تكونَ قوة التلامُس مُناسِبة، بحيث يمكنُ التربيت بخفَّة على الذراع، أو اليد.
الخطوات العمليّة :
تتمثَّل الخطوات العمليّة لتكوين شخصيّة محبوبة في النقاط الآتية:
الحرص على نيل محبّة الناس؛ حتى نحصل بالمقابل على مَحبَّتهم، وتقديرهم. التحلّي بالشخصيّة الإيجابيّة، فلا يكون الشخص بائساً ولا سلبيّاً؛ وهذا حتى يصبح شخصيّة محبوبة. التفكير في نقاط القوّة، واستغلال الفُرَص المُناسِبة لعَرْضِها وإظهارِها.
السعي إلى تحقيق الذات واحترامها، دون الاهتمام بإرضاء الناس جميعهم؛ إذ إنّ الحصول على رضا الناس كلهم يُعَدُّ أمراً غاية في الصعوبة.
المُحافَظة على الشخصيّة الحقيقيّة للإنسان نفسه، فمن الضروريّ العِلم بأنَّ الإعجاب بالشخصيّات السطحيّة لن يدوم إلّا للحظات؛ لذا يجب على الشخص أن يظهرَ على حقيقته إذا أراد أن يصبح محبوباً بين الناس. التحكُّم في الأسباب التي تجعل الإنسان غيرَ واثِق بنفسه؛ فعدم الثقة بالنفس يُعَدُّ أمراً مُحبِطاً لعلاقات الإنسان وصداقاتِه. المقدرة على التحكُّم بالأفكار، فمن الضروري للإنسان أن يكون على علم بأنَّه قادر على التحكُّم بأفكاره، وأن يتخلَّصَ من الأفكار السلبيّة، ويستبدلَها بأخرى إيجابيّة.
التعوُّد على العادات المُستحَبَّة:
فمن الأمور المُهمّة التي تجعل الشخص محبوباً، قيامُه بعادات مُستحَبَّة لدى الناس، كأن يكونَ ودوداً، وغيرَ منعزلٍ، وطيِّباً، ووفيّاً في تحقيقه لوعوده، وأن يكون اجتماعيّاً، وغيرَ مُتملِّقٍ، وقادراً على إسعاد الآخرين.