Menu Close

زرع القرنية

زرع القرنية

الغاية من وراء إجراء عملية زرع القرنية هي استبدال قرنية العين المصابة، نتيجة تعرضها للعديد من العوامل، التي من الممكن أن تؤدي للإصابة بأمراض أو أضرار دائمة وغير قابلة للإصلاح. يتم أخذ القرنية المعدّة للزرع من متبرع ميت، بينما تعتبر هذه العملية الأكثر انتشارا من بين عمليات زرع الأعضاء المختلفة.

قرنية العين (Cornea) هي ذلك الجزء الشفاف الذي يغطي العين من الخارج، ويحميه من دخول التلوث، الأوساخ وغيرها. وظيفة القرنية هي كسر أشعة الضوء عند دخولها للعين، لذلك فهي تلعب دوراً هاما في قدرة الشبكية على تركيز الصورة.

قد يصيب الضرر القرنية نتيجة لأمراض تلوثية عدوائية مثل: فيروس الهيربس الذي يسبب التقرحات في القرنية، العدوى الجرثومية، الفطريات وغيرها. لكن إحدى الإصابات الأخرى الواسعة الانتشار في القرنية، هي التسبب بأذى العين بسبب دخول جسم غريب يؤدي لجَرح القرنية بشكل لا يمكنها الشفاء منه. هنالك أيضاً بعض أمراض العيون التي قد تسبب تبايناً في شكل القرنية: تحدب القرنية أو تقعرها، مما يؤثر على القدرة على الرؤية، ويؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالعمى. في مثل هذه الحالات، يحتاج المريض إلى زرع قرنية جديدة (مثل القرنية المخروطية – Keratoconus، الساد – Cataract). هذه العملية ليست بسيطة، لذلك يتم اللجوء إليها فقط بعد فشل كل العلاجات الوقائية الأخرى.

هنالك العديد من الأساليب المستخدمة لجراحة زرع القرنية. الأسلوب القديم يتضمن إزالة القرنية المصابة كليًا وتثبيت القرنية السليمة بواسطة القـُطـَب (الغـُرَز). أما عند اتباع الأساليب الحديثة، التي يتم خلالها استخدام أجهزة دقيقة مثل أشعة الليزر، فتتم إزالة جزء من القرنية فقط (DSEK). كذلك، هنالك أنواع أخرى من أساليب إجراء عمليات زرع القرنية.

الاستعداد للعملية:

لا داعي لإجراء الملائمة بين الأنسجة ونوع الدم عند القيام بجراحة زرع القرنية، وذلك بسبب وجود علاجات جيدة يتم إعطاؤها للمريض بعد الزرع، تساهم في عملية تقبل العضو المزروع بنسبة نجاح عالية تصل إلى نحو 90%. السبب الآخر لعدم الحاجة لمثل هذه الملاءمة، هو أن القرنية عبارة عن نسيج غير متصل بأوعية دموية.

في معظم الحالات، ليس هنالك داعٍ للقيام بإجراء فحوص عامة قبل العملية الجراحية. يقوم طبيب العيون بإجراء فحص شامل للعينين، يشمل فحص مدى الرؤية، الضغط داخل العينين، حدة الرؤية وفحص قاع العين، وذلك من أجل التأكد من سلامة شبكية العين.

يتم زرع القرنية تحت تأثير التخدير الموضعي أو الكلي. كما يجب استشارة الطبيب بكل ما يتعلق بالأدوية التي ينبغي على المريض التوقف عن تناولها قبل موعد العملية. كذلك، هنالك حاجة للصوم لمدة 8 ساعات قبل العملية.

سير العملية:

بعد تقطير المادة الموسّعة لحدقة العين، يتم إعطاء التخدير الموضعي للمنطقة أو التخدير الكلي إذا لزم الأمر. وبحسب الطريقة التقليدية، يقوم الجراح بإحداث شق رفيع وصغير في القرنية، ثم يزيل كل نسيج القرنية. بعد ذلك يقوم الجراح بخياطة القرنية المزروعة مكانها.

في الطرق الحديثة لجراحة زرع القرنية، لا توجد حاجة دائماً لزرع كل القرنية، وبالإمكان عمل زرع لبطانة القرنية فقط (في حال تعرضها للإصابة) أو زرع جزء آخر من القرنية باستخدام الأجهزة الدقيقة والحديثة. في الجراحة التي تعتمد على الليزر، يتم اقتطاع القرنية التي سوف يتم زرعها وفقاً للحجم المطلوب ولمدى تضرر القرنية الأصلية. بعد ذلك يتم تثبيتها – أحياناّ بدون الحاجة للقطب-. في نهاية العملية، يتم وضع ضمادة فوق العين.

تستغرق العملية الجراحية مدة ساعة واحدة إلى ساعتين (وفقاً لنوع العملية الجراحية).

مخاطر العملية الجراحية:

مخاطر العمليات الجراحية بشكل عام:

تلوث الشق الجراحي – غالباً ما يكون سطحياً وتتم معالجته بشكل موضعي. لكن في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي لحدوث تلوث أشد خطورة في العين. وأحياناً قد يضطر الطبيب لفتح الشق مرة أخرى من أجل التخلص من مخلفات البكتيريا.

النزيف – بالغالب يحدث النزيف في منطقة العملية الجراحية نتيجة لحصول ضرر موضعي يصيب الأنسجة. ينجم النزيف عن تمزق أحد الأوعية الدموية في العين.

ندب – ليس من المفترض أن تبقى أي آثار أو ندوب في القرنية، لأن منطقة القطب تكون صغيرة ورفيعة جداً. لكن في بعض الحالات يحصل خلل في عملية التعافي (الشفاء) وينجم عن ذلك نشوء ندبة، مما يجعل الرؤية غير واضحة في القرنية التي تم زرعها.

مخاطر التخدير -غالباً ما تكون مثل هذه الظواهر ناجمة عن الحساسية لأدوية التخدير. في حالات نادرة جداً، من الممكن أن يحصل رد فعل خطير يؤدي الى هبوط في ضغط الدم (صدمة تأقية –Anaphylactic shock).

المخاطر العينية في عمليات زرع القرنية:

جفاف العينين – بالإمكان التغلب على هذا الأمر من خلال استخدام قطرات العيون المناسبة.

الحساسية للضوء- من المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة لفترة قصيرة (حتى مدة شهر) بعد الجراحة.

رفض حادّ للقرنية المزروعة– تتمثل هذه الظاهرة بقيام الجسم برد فعل مناعي حاد تجاه القرنية التي تم زرعها. لكن، بالإمكان اليوم إعطاء المريض أدوية مضادة لرد الفعل المناعي، في حال حصول ذلك.

العلاج بعد العملية:

بعد جراحة زرع القرنية، يمكث المريض في المستشفى تحت المراقبة لمدة ليلة أو بضع ليالٍ. عند استخدام طرق الجراحة الحديثة، يستطيع المريض – في بعض الأحيان – مغادرة المستشفى في وقت مبكر أكثر. يتم إرشاد المريض لكيفية استخدام قطرات العين التي تحتوي على المضادات الحيوية لمنع العدوى، والتي ينبغي عليه استعمالها لمدة 3 أسابيع بعد العملية. يتم تزويد المريض بقطرات عيون لتفادي حدوث التهاب في العين ومن أجل كبت جهاز المناعة.

يستطيع المريض تناول مسكنات الألم حسب الحاجة. بينما تتعلق المدة اللازمة للشفاء بنوع جراحة زرع القرنية التي تم اتباعها، حيث تكون هذه المدّة قصيرة عند اتباع الأساليب الحديثة.

يتم إخراج القـُطـَب (الغـُرّز) في حال تم استعمالها في الجراحة، بعد مرور بضعة أشهر (في جراحة زراعة القرنية التقليدية).

في الحالات التالية، على المريض التوجه مباشرة للطبيب: ألم متواصل رغم استخدام المسكنات، إفرازات من العين، نزيف من العين، أو ارتفاع درجة الحرارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


DMCA.com Protection Status ويكي ان افلام سياحه طبخ مشاهير الابراج وتفسير الاحلام موسوعه الاسئله arab watches